صراع داخلي يزلزل التركيبة السياسية في طهران .. عندما انطلقت معركة تكسير العظم من خلال الانتخابات التشريعية المرتقبة والتي تزامنت مع انتخابات مجلس الخبراء صاحب النصيب الأكبر في انتخاب المرشد الجديد للثورة المزعومة .. فبالأمس استبعد حسن الخميني حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية القريب من الإصلاحيين في إيران .. من انتخابات مجلس الخبراء التي ستجري في 26 فبراير المقبل . وفي قراءة للمشهد السياسي تظهر بوادر الاختلال في المشهد السياسي مع انطلاق المعركة التي يقودها خامنئي والتيار المحافظ تحت عنوان تصفية النفوذ الإصلاحي برمته بعد أفول نجم حسن روحاني عقب إبرام الاتفاق النووي المشبوه مع الغرب والذي أفرز قرارا برفع العقوبات الأمر الذي يدعم الأنشطة الإرهابية للدولة المارقة ويزيد من توسعها . ويسعى روحاني رئيس النظام الحالي صاحب الشعبية بين الإصلاحيين في اللعب بورقة رفع العقوبات لخوض الانتخابات البرلمانية ومجلس الخبراء غير أن الصفعة جاءت من داخل قم وبالتحديد من مايسمى مجلس صيانة الخبراء والذي يقع تحت قبضة المرشد الأعلى بإقصاء تيار الإصلاحيين وفريقه عن الخارطة السياسية ولجم طموحات هذا التيار .. وتم إبعاد 2990 مرشحاً من الإصلاحيين من انتخابات الشورى .. ودفنت أطماع عائلة الخميني المتحالفة مع الإصلاحيين في العودة إلى فرقة الملالي .. الذين تخوفوا وكبيرهم الذي علمهم السحر خامنئي من وصول الخميني الحفيد إلى قم من بوابة مجلس الخبراء ليسحب البساط من تحت أقدامهم ويغير قواعد اللعبة السياسية في هذا البلد المنخرط وزعاماته وعمائمه في مستنقع الفتن والإرهاب والتخريب تحت عباءة الدين .. وحتى لايضيع دور البطولة منه فضل خامنئي باقتلاع كل من تسول له نفسه بتحدي المرشد وزمرته في قم .. مستقبل سياسي مليء بالصراعات هذا ما يتوقعه المراقبون للمشهد الإيراني المهترئ .. خاصة وأن مرشد الملالي لن يسمح بتجريده من سلطاته وأفكاره الخبيثة التي يسيس من خلالها المواقف الدينية وسيمنع تقليص صلاحيته المطلقة .. والتي ترسم سيناريو الإطاحة بمنصبه لصالح ما يسمى بمجلس القيادة والذي يخطط له رفسنجاني وروحاني وحسن الخميني . كما يترقب خبراء السياسية عودة فرق الموت إلى الشارع مع الانتخابات المرتقبة لقمع انتفاضة المتظاهرين واعتقال السياسيين وإسقاط خيارات الشعب الإيراني البائس كماحدث في 2009 .