كشفت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت أن المرشد الإيراني خامنئي أصدر تعليماته للجيش الإيراني ليكون في حالة تأهب؛ تخوفا من أية اضطرابات داخلية حتى السادس والعشرين من شهر فبراير المقبل، وهو موعد الانتخابات لمجلس الشورى ولمجلس الخبراء، التي ترشح لها كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، مما قد يمهد لتشكيل مجلس قيادي يضم روحاني ورفسنجاني وحسن الخميني، في حال الموت المفاجئ للمرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي يعاني مرض السرطان. وأضافت المصادر ل«عكاظ»: «المحافظون يخوضون آخر معاركهم، ولن يقبلوا بالهزيمة بخاصة في انتخابات مجلس الخبراء الذي سيكون المدخل لاختيار المرشد الذي سيخلف خامنئي، وأكبر دليل على ذلك هو اختيار أحمد جنتي رئيسا للجنة الإشراف على الانتخابات المعروف بانتمائه الصريح للمحافظين وعدائه لكل من رفسنجاني وروحاني». وأشارت المصادر إلى أن ترشح الثلاثي: روحاني ورفسنجاني وحسن الخميني، حفيد المرشد الإيراني الحالي والمحسوب على رفسنجاني، يفتح الطريق للمجلس لخلافة المرشد، في مسعى لتكريس ما يصفونه بالنهج الاعتدالي تجاه الغرب والمحيط الإقليمي والوضع الداخلي، وهو ما يعارضه بشدة المتشددون المقربون من خامنئي الذين أعلنوا أنه لا وجود في دستور البلاد لما يسمى «مجلس قيادي». وختمت المصادر قائلة «إن الأربعاء المقبل ستقفل مهلة الترشيحات لمجلس الخبراء، وبناء على الأسماء التي سيقفل باب الترشح عليها سوف تتحدد خطوات المحافظين الذين وضعوا سقفا لها وهو تهديد رفسنجاني بمصير منتظري». من جهته، قال خبير الشؤون الإيرانية الدكتور عمر الشامي ل«عكاظ»: «إن المعركة بين الإصلاحيين والمحافظين في إيران هي معركة وهمية أكثر منها حقيقة؛ لأن الانتخابات في إيران تجري في ظل أجواء غير ديموقراطية». وتابع: «مجلس صيانة الدستور الذي يترأسه جنتي قد يرفض أهلية بعض المرشحين ولن يقبل ترشحهم لأن كل من يخالف الفقيه لا يقبل ترشحه لعضوية مجلس الشورى. ويتكون المجلس من 86 عضوا، يتم انتخابهم عن طريق اقتراع شعبي مباشر لدورة واحدة مدتها 8 سنوات، وجميع أعضائه من رجال الدين وهم مكلفون بتعيين المرشد والإشراف على عمله.