لا أحد لا يعرف معنى الهياط، وهو الخروج عن الطبيعي، من الأفعال والأقوال، بحثا عن جلب الاهتمام واستقطاب الإثارة! اتخذ الهياط صورا مختلفة، فمن يبدل اسم ولده البالغ من أجل إرضاء صديقه ليسميه من بعد عليه، وأن يهم بذبح ابنه ويمثل المشهد مصورا بدعوى إكرام ضيوفه، أو البذخ في الولائم التي لا تؤكل في وقت تتضور جوعا بها مدن لا تبعد عنا ساعات. في لسان العرب في معنى «هيط» أي: «ما زال منذ اليوم يهيط هيطا وما زال في هيط وميط وهياط ومياط، أي في ضجاج وشر وجلبة، وقيل في هياط ومياط في دنو وتباعد والهياط والمهايطة الصياح والجلبة». وفي تاج العروس: وما زال في هيط وميط، أي في ضجاج وشر وجلبة! الهياط عدوان على الذات، لأنه امتلاء بالفراغ، بلا منجز أو منتج، بل بهرجة، وضجيج وجلبة. والداء في انتشاره، كما لو كان عدوى، شبيهة بانتشار نار في هشيم، لاسيما وقد عززته وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تفرق بين صواب وخطأ! المهايط يبحث عن العظمة والتفخيم، والتواضع ضد الهياط، وقد قال طاغور: ندنو من العظمة كلما ندنو من التواضع. لم يهايط المهايطون فخرا بمنجزات حضارية، بل بأفعال متخلفة. لم يخترع طائرة، ولا ابتكر الأسبرين، ولا اكتشف قانون الجاذبية، ولو فعل لهايطنا عنه! الهياط، شر وجلبة كما في اللغة، فمن سره الشر، فلا يوقفن الهياط! www.turkid.net