مفردة انتشرت بين الشباب وشاع استعمالها حتى صارت - للأسف - من سمات شباب هذا العصر... ال ( هِياط ) منذ أن سمعتها وأنا أتساءل عنها وأسأل كل من يستعملها فلا يجيب بأكثر من : ( يقولون .. ) ويقولون لا أعتبرها مرجعاً يُعتَد به ولا يُعتَمد عليه، فألغيتها من ذهني حتى صدمتني هذا الأسبوع عبر إذاعة معتمدة .. قالها المذيع وقالتها المذيعة وصارا يتحاوران حولها وهي محور كلامهما، فعلمت بعد ثرثرة المذيعَين أن الهياط هو : المبالغة في الصدق إلى درجة الهبوط به إلى دركات الكذب بقصد انتزاع الدهشة من المستمع بالمبالغة : أي أن المتكلم الكريم / الشجاع جاب الذيب من ذيله. كما يقول إخواننا المصريون، فما اقتنعت بهذا التفسير العامي البليد والساذج فرجعت إلى المعاجم المعتمدة في اللغة فأتيت بمقاييس اللغة لابن فارس فتحاشاها ولم يذكرها، وجئت بالمعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة فقال عنها: هاط هيطاً ضج وأجلب. ومن ذلك نستنتج أن الهياط هو عكس المياط .. وكلاهما ما أشاع الجَلَبَةَ والصراخ والشر مما يأتي به من مبالغة ممقوتة، فما أجدر الشاب في هذا العصر المتقدم عصر الكمبيوتر بشتى أنواعه وأشكاله وأحجامه الذي تعدى حدود الخيال في المبالغة الخيالية التي قرأناها في كتاب ( ألف ليلة وليلة ) من الأعاجيب والخرافات والأساطير أما ابن منظور فقد قال : هياط ومياط أي في ضجاج وشرٍ وجَلَبَة أو في دنوٍ وتباعدٍ وأخيراً الهِياط هو الإقبال، والمِياط هو الإدبار، ومن ذلك نستنتج أن الهياط هو عكس المياط .. وكلاهما ما أشاع الجَلَبَةَ والصراخ والشر مما يأتي به من مبالغة ممقوتة، فما أجدر الشاب في هذا العصر المتقدم عصر الكمبيوتر بشتى أنواعه وأشكاله وأحجامه الذي تعدى حدود الخيال في المبالغة الخيالية التي قرأناها في كتاب ( ألف ليلة وليلة ) من الأعاجيب والخرافات والأساطير ، ما أجدر شبابنا أن يكونوا بحجم هذا التطور المادي والنوعي الذي دخل حتى في جيوبهم وأسرّة نومهم .. فلو وقف الشاب مع نفسه قليلاً لوجد نفسه أكبر من هذه التُّرَّهَات التي تتمثل في الهياط وواجه واقعه بواقعية وحزم. وكن رجلاً ناهضاً ينتمي إلى نفسهِ عندما يُسألُ فلستَ الثيابَ التي ترتدي ولستَ الأَسامي التي تحملُ ولستَ البلادَ التي أَنبتتكَ ولكنَّما أنتَ ما تفعلُ عزيزي الشاب (الهايط) ما أجمل أن أذكرك بآية كريمة في كتاب الله هي الآية 188 من سورة آل عمران التي تقول : ( ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ) فلا تحاول أن تبحث عن المدح على شيء لم تفعله، فالمحاسِب دقيق لا يغفل عن مثقال ذرة.