لماذا تنفي الإدارة العامة للمرور إشاعة تخفيض غرامات المرور لتشجيع المخالفين على تسوية قضاياهم العالقة مع المخالفات المرورية؟! بأيي أن الخطوة التي بادرت إليها إدارة المرور في قطر بخصم 50% من قيمة المخالفة عند سرعة سدادها يمكن أن تكون مثالا يحتذى به لفتح صفحة جديدة مع المخالفين في السعودية! يدرك مسؤولو المرور أنني أكثر من كتب دفاعا عن «ساهر»، فلا كرامة عندي لمخالف للأنظمة المرورية يعرض حياة وسلامة الآخرين للخطر بسبب رعونة سياقته أو تجاوزه للسرعة أو قطع الإشارات، فجباية الأموال ولا جباية الأرواح، ومن لا يخالف لن يجد ساهر ولا غير ساهر مدخلا على محفظة نقوده، لكنني لا أتعامل مع غرامات المخالفات أيا كانت على أنها غاية بل وسيلة، فإذا كانت هناك وسائل أخرى تشجع على تحقيق غاية الحد من المخالفات وتشجيع المخالفين على الالتزام بالأنظمة فما الذي يمنع من اللجوء إليها؟! تخفيض الغرامة لتشجيع المخالف على سرعة سدادها قد يكون أكثر فاعلية من رفعها إلى الحد الأعلى عند عدم سدادها، وبرأيي أن مراجعة لائحة الغرامات المرورية برمتها بات ضرورة، فإعادة تقييم قيمة بعض المخالفات كغرامة الوقوف الخاطئ، وتطبيق الغرامات المرورية بتدرج تصاعدي، ومكافأة الذين لا يكررون مخالفاتهم بالإعفاء منها خلال مدة زمنية محددة، وخفضها عند التسديد السريع ليس بدعة وتلجأ إليها بعض الدول المتقدمة لأنها من الوسائل التي تنمي روح احترام النظام وتشجع على الالتزام بقواعد السلامة المرورية! [email protected]