يبدو أن الشح في الأراضي البيضاء امتد حتى وصل إلى المقابر، وأن تراب الأرض ضاق بالموتى حتى بات يهدد الناس احتمال اضطرارهم إلى دفن المرأة والرجل في قبر واحد مشترك، وهذا الاحتمال المخيف هو بطبيعة الحال يحتاج إلى دراسات شرعية لاستنباط الأحكام الفقهية التي يمكن تطبيقها فيما لو حصل شيء من ذلك الاحتمال المقلق، مثل حكم الخلوة بين الأموات من الجنسين، وأيهما يقدم في الإنزال في القبر، وأيهما يوضع أمام الآخر، وغير ذلك من الأحكام التي لابد من الاجتهاد في إعدادها مبكرا قبل أن تقع الفاس في الرأس وتحين لحظة دفن رجل وامرأة في قبر واحد. لذلك، فإن شيخا حصيفا حرص على أن يبادر فينبه الناس إلى خطر شح المقابر الذي يتهدد موتاهم فغرد على حسابه في تويتر مذكرا بكراهية الاختلاط بين الرجل والمرأة في القبر، وإن كان ثمة ضرورة لا سبيل إلى غيرها، كان الرجل أمامها وهي خلفه ويجعل بينهما حاجز من تراب. طبعا حتى في القبر، لابد من تقديم الرجل على المرأة، ربما كي ينهض قبلها يوم النشور فيفتح لها فوهة القبر كأي شهم كريم، ولكن هل سيمكنه أيضا أن يتقدمها فيتحمل عنها جزءا من الحساب؟ الموت يعني الخروج من الأولى والقدوم إلى الآخرة، وإذا كانت حالة الخروج تضمنت تنسيق وضع الرجل والمرأة في القبر بحيث يتقدم الرجل على المرأة، فهل هذا يعني امتداد ذلك التنسيق إلى لحظة النشور؟ هذه التغريدة أثارت في نفسي تساؤلات كثيرة بودي أن أعرف إجاباتها من ذلك الشيخ الحصيف، مثل هل سيقف العباد أمام ربهم يوم النشور في مكانين منفصلين حسب الجنس، أم سيكون مكانا واحدا مختلطا؟ وهل سيكون هناك صراطان أحدهما للنساء والآخر للرجال، أم هو صراط واحد للجنسين معا؟ ثم ما رأي فضيلته في وضع العباد في جهنم؟ هل يختلط النساء بالرجال في جهنم أم ستكون هناك جهنمان واحدة للنساء وأخرى للرجال؟ وفي حال كانت جحيما واحدة مختلطة، هل يتقدم فيها الرجل على المرأة؟ وما مقدار الحطب الذي يفصل بينهما؟ أسأل الله لنا الرحمة، خلت أذهاننا من التفكير حتى لم تجد ما يشغلها سوى القلق حول احتمال دفن الرجل والمرأة في قبر واحد!!. [email protected]