من وسائل الشرك @ إذا نذر الانسان نذرا وقال على سبيل المثال: "ان شفى الله مريضي لأذبحن ذبيحة لله عند قبر فلان تقربا لله"، فهل يجوز مثل هذا العمل؟ وهل هناك أماكن نهي عن الذبح فيها لله تعالى؟ اذا نذر ان يذبح لله عند قبر من القبور، فهذا نذر معصية لا يجوز الوفاء به، والذبح عند القبور ان كان القصد منه التقرب الى صاحب القبر فهو شرك اكبر يخرج من الملة ولو ذكر اسم الله على الذبيحة. وان كان القصد منه التقرب الى الله فهو معصية كبيرة ووسيلة من وسائل الشرك، لانه لا يجوز التعبد عند القبور، فلا يجوز لنا ان نصلي عند القبور ولا ان ندعو عند القبور، ولا ان نذبح عند القبور وان كنا لا نقصد الا الله، لان هذا مشابهة للمشركين وهو وسيلة الى الشرك. روى ابو داود بسنده عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، قال نذر رجل ان ينحر ابلا ببوانة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعبد؟" قالوا: لا، قال: "فهل كان فيها عيد من اعيادهم؟" قالوا لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اوف بنذرك، فانه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم"، واسناده على شرط الشيخين. وقال في "فتح المجيد": قلت: وفيه سد الذريعة وترك مشابهة المشركين، والمنع مما هو وسيلة الى ذلك. وبهذا يتبين انه لا يجوز الذبح لله تعالى عند القبور، ولا في الأماكن التي كانت فيها اوثان للمشركين ولو كانت قد ازيلت، ولا في المواطن التي يتخذها المشركون مكانا لاعيادهم وشعائرهم. @ كيف تكون زيارة القبور؟ وهل يجوز الدعاء للأموات عند القبر؟ وهل يكون الواقف امام القبر مستقبلا القبلة ام مستدبرها؟ وما افضل الايام لزيارة القبور اذا كانت هناك فضيلة؟ وهل يجوز وضع حجر محفور عليه حرف كرمز يدل على القبر لكي يستدل عليه الزائر؟ زيارة القبور بقصد الدعاء لاموات المسلمين والترحم عليهم وبقصد الاعتبار والتذكر زيارة مستحبة، قال صلى الله عليه وسلم: "زوروا القبور فانها تذكر بالآخرة"، وانما تكون مشروعة في حق الرجال، اما النساء فيحرم عليهن زيارة القبور لقوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج"، وفي لفظ: "لعن الله زائرات القبور" وهذا يدل على شدة تحريم زيارة النساء للقبور، لما فيهن من الفتنة، لان المرأة ضعيفة قد يحصل منها مالا يجوز من الافعال والاقوال كالجزع والنياحة. وكذلك اذا كان القصد من زيارة القبور التبرك بها وطلب الحوائج من الاموات والاستغاثة بهم والطواف بقبورهم، كما يفعل اليوم عند الاضرحة، فهذه زيارة شركية لا تجوز لا للرجال ولا للنساء. وكذا ان كان القصد من زيارة القبور الصلاة عندها والدعاء عندها بحيث يظن ان في ذلك فضيلة، فهذه زيارة بدعية، وهي وسيلة من وسائل الشرك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد واماكن للعبادة والدعاء، وقد لعن صلى الله عليه وسلم من اتخذ القبور مساجد ونهى وشدد عن البناء عليها وعن اسراجها والكتابة عليها وعن تجصيصها لان هذه الافعال من وسائل الشرك. واذا زار القبر الزيارة الشرعية فانه يقف امام وجهه ويستقبله ويستدير القبلة ويسلم عليه، وليس للزيارة وقت محدد ولا يوم معين، ويجوز وضع حجر على القبر ليعرفه اذا زاره ولا يجوز ان يكتب عليه شيء لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكتابة على القبور لان هذه وسيلة الى تعظيمها ووقوع الشرك عندها، وسواء كانت الكتابة حرفا او اكثر كل ذلك محرم وممنوع لما يؤول اليه من الشرك وتعظيم القبور والغلو بها. @ هل صحيح ما يقال: ان الله لعن زائرات القبور؟ وقد سمعت بعض الناس يقولون: ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "اذا ضاقت الصدور عليكم بزيارة القبور" وانا ازور قبر زوجي كل يوم خميس وأقرأ الفاتحة على روحه واترحم على جثمانه دون بكاء او عويل، ثم اعود، هل علي شيء في ذلك؟ اما ماذكرت من ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح انه قال: "لعن الله زائرات القبور" ولا يجوز للمرأة ان تزور القبور لا قبر زوجها ولا غيره، لانها لو فعلت ذلك استحقت اللعنة، وما فعلته على قبر زوجك من زيارة وقراءة الفاتحة عليه كل هذا لا يجوز، فزيارتك القبر محرمة، وقراءة الفاتحة عند القبور بدعة، فعليك ان تتوبي الى الله سبحانه وتعالى، والا تستمري في زيارة قبره، واذا كان عندك حرص على نفعه فعليك بالدعاء له والاستغفار والتصدق عنه، فان ذلك ينفعه ان شاء الله. اما ما ذكرت من انه ورد: "اذا ضاقت الصدور فعليكم بزيارة القبور" فهذا باطل وموضوع، ولا اصل له من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تشريع زيارة القبور للرجال خاصة دون النساء في قوله صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزروها فانها تذكر بالآخرة".. فزيارة القبور مشروعة في حق الرجال دون النساء بقصد الدعاء للاموات والاستغفار لهم والترحم عليهم اذا كانوا مسلمين ونقصد الاتعاظ والاعتبار وتليين القلوب بمشاهدة القبور واحوال الموتى، لا بقصد التبرك بها والتمسح بترابها تبركا بها، وطلب الحاجات منها، كما يفعل المشركون الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا والله تعالى اعلم. وهذا ولا بد ان تكون زيارة الرجال للقبور بدون سفر، لان السفر لزيارة القبور بقصد العبادة فيها محرم الا السفر لزيارة المساجد الثلاثة، قال صلى الله عليه وسلم: "لاتشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى".