المملكة العربية السعودية دولة محورية في المنطقة والعالم، قوة مؤثرة وفاعلة، لحكمة قيادتها، ووضوح نهجها السياسي، والتزامها بالتعهدات الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ما أكسبها احترام الجميع، وجعلها في مقدمة الدول المؤثرة إقليمياً ودولياً واقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً. كما أنها من الدول ذات الوزن والثقل العالمي، تملك قوة مؤثرة في صنع القرار السياسي، ومواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية تجاه القضايا العربية والإسلامية العادلة؛ فيما ساعدها موقعها الديني في أن تحظى بمكانة خاصة ومصداقية في قلوب مسلمي العالم. القلب النابض لمواجهة الأزمات الزيارات المتتالية لقادة وزعماء العالم إلى هذه البلاد، تأكيد على أنها القلب النابض للأمة والمنطقة والعالم، منها تنطلق التحالفات التاريخية الخيرة لخدمة القضايا العادلة، ومعالجة أي أزمات أو تحديات، تسعى دوماً بتأثيرها الفعال لتصحيح أي رؤى خاطئة قد تؤدي لتعريض المنطقة والعالم للخطر. فاعليتها في معالجة الأزمات لا ينكرها إلا مكابر وحاقد، وتأكيداً لذلك ما قاله وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير في زيارة سابقة إلى جدة «إنني على يقين من أننا إذا كنا نرغب في الانتهاء من النزاعات الدائرة في الشرق الأوسط، فإن هذا لا يمكن أن يتم دون السعودية، ولذلك فمن الضروري إجراء المحادثات فيها». حركة دبلوماسية عالمية في غضون ذلك تشهد العاصمة الرياض بين فترة وأخرى، حركة دبلوماسية دؤوبة من زعماء ودبلوماسيين عالميين، لبحث الشؤون السياسية والأزمات الاقتصادية ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع، فقد زارها قبل يومين الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والفلسطيني محمود عباس، وبحث معهما خادم الحرمين الشريفين - كل على حدة - مستجدات المنطقة والأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ونصرة القضايا العادلة. مواجهة الحوثيين وتأتي عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل لمساعدة اليمن في مواجهة الانقلابيين الحوثيين لاستعادة التوازن الاستراتيجي في المنطقة، وإنقاذ الشعب اليمني والمحافظة على قيادته الشرعية، فيما تمثل الشراكة الاستراتيجية للمملكة مع أمريكا والصين والدول الأوروبية والآسيوية، رؤية متميزة لخدمة مصالح شعبها والأمتين العربية والإسلامية. ولا ننسى الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بهدف التأكيد على تعزيز الاستقرار الأمني في الدول العربية، ونصرة قضاياها، وترسيخ قيم العدالة والحق والسلام، ما يؤكد نجاح الدبلوماسية السعودية بقيادة الملك سلمان في مجال العلاقات الدولية مع مختلف دول العالم، وتتصف هذه الدبلوماسية بالهدوء والتريث وعدم التسرع في اتخاذ القرارات العشوائية، في القضايا الدولية أو العربية، إلا بعد إخضاعها لدراسات وبحوث وتحليلات شاملة.