أكد رئيس الائتلاف السابق وعضو الهيئة السياسية هادي البحرة أن مخرجات مؤتمر الرياض باتت خارطة طريق للمعارضة السياسية والعسكرية. وقال البحرة في حوار ل «عكاظ» على هامش مؤتمر الرياض إن الكرة أصبحت في الملعب الإيراني والروسي والدولي، بعد أن وحدت الرياض موقف المعارضة من المرحلة الانتقالية وأنهت لمسات تشكيل الوفد التفاوضي. ولم يؤيد البحرة مقولة أن تشكيلة الحاضرين في مؤتمر الرياض بات البديل للائتلاف، لافتا إلى أن كل ما خرج به المؤتمر من صلب أهداف الائتلاف.. فإلى التفاصيل: ما أهمية مخرجات مؤتمر الرياض في هذا التوقيت؟ إن خصوصية مؤتمر الرياض أنه المؤتمر الأول من نوعه الذي يجمع الفصائل السورية المقاتلة في الداخل مع القوى السياسية الخارجية والداخلية وبقية التيارات الأخرى من شخصيات وطنية، وهذا الأمر لم يتوفر في أي مكان آخر منذ بداية الثورة، لذا ومن هذا المنطلق الكل يراهن على مؤتمر الرياض وهناك نية حقيقية وإرادة على الالتزام بكل ما يخرج به هذا المؤتمر سواء بالاتفاق على المرحلة الانتقالية أو تشكيل الوفد التفاوضي.. أما بالنسبة لتوقيت المؤتمر فهو جاء في ظل المتغيرات الدولية حول الأزمة السورية وتنامي ظاهرة الإرهاب الأمر الذي استدعى على المستوى السوري والدولي الإسراع في إنهاء المأساة السورية وكان المؤتمر المكان الأفضل لخلق حالة جديدة من الحركة السياسية. حدثنا عن الحراك السياسي للائتلاف الذي سبق المؤتمر؟ خلال الفترة الماضية كانت حركة الائتلاف السياسية تركز على وحدة الصف الداخلي والتناغم والتنسيق مع القوى السياسية الأخرى، لذا جرت لقاءات عديدة مع هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير في باريس وفي بلجيكيا نتج عنها وثائق واتفاقيات حول المرحلة الانتقالية. بالإضافة إلى مؤتمر القاهرة الذي جمع أطيافا أخرى من المعارضة، كل هذه الوثائق كانت مؤثرة وحصيلة جهود سياسية تبلورت في مؤتمر الرياض الذي لبى طموحات المعارضة وربما خرج بتوقعات فائقة عما كانت تنتظره المعارضة. ماذا بشأن الوفد المفاوض مع النظام، شكله وآليات عمله؟ الأساس في هذا الأمر هو تشكيل وفد مصغر يعبر عن مؤتمر الرياض تحضر فيه كل القوى السياسية والعسكرية وهذه إحدى ثمرات المؤتمر، وأيا كان عدد المشاركين في هذا الوفد فإن الهدف من تشكيله أكبر من طبيعته، إذ يعكس الوصول إلى وفد تفاوضي معارض الحالة التوافقية للمعارضة وبالتالي تسقط كل الذرائع الدولية حول وحدة وتماسك المعارضة. ما هي الخطوة المقبلة؟ في الواقع مؤتمر الرياض طور عمل المعارضة وجعلها أمام فضاء جديد قائم على التوافق، فنحن بعد هذا المؤتمر مقبلون على معركة سياسية كبيرة مع النظام وكذلك وضع كل من روسياوإيران أمام الاختبار الحقيقي حول مزاعمهم في الحل السياسي، فالأمر الآن بات في الجهة الأخرى، هل ستمارس كل من إيرانوروسيا ضغوطات على نظام الأسد من أجل القبول بالحل السياسي والمرحلة الانتقالية التي نصت عليها كل التفاهمات الدولية وآخرها فيينا. البعض قرأ في مؤتمر الرياض تشكيل كيان مواز للائتلاف؟ على العكس تماما، ما خرج به مؤتمر الرياض هو ذاته ما يطمح إليه الائتلاف، في نظامه الداخلي وتصوره للحل السياسي، فالاتفاق على المرحلة الانتقالية بين كل أطراف المعارضة من أهداف الائتلاف وكذلك الأمر بالنسبة للتفاوض مع النظام حول تشكيل حكومة مشتركة بين الطرفين، بل خرج المؤتمر بمقترحات وتوصيات مكنت الائتلاف بشكل أكبر نحو المضي في الحل السياسي.. وهذا بكل تأكيد يحسب للمملكة التي بذلت جهودا حثيثة لإنجاح هذا المؤتمر. كيف كان التمثيل الكردي في المؤتمر.. وسط غياب حزب الاتحاد الديمقراطي؟ هناك أكراد ممثلون في مؤتمر الرياض من المجلس الوطني الكردي ومن شخصيات سياسية مستقلة، وهؤلاء عبروا عن القضية الكردية في سوريا بشكل واضح خلال المؤتمر، وفي ذات الوقت فالائتلاف والقوى السياسية الأخرى متفقة على حقوق الأكراد السياسية والثقافية في إطار وحدة سوريا. أما بالنسبة لغياب حزب الاتحاد الديمقراطي pyd فهذا أمر طبيعي لأن هذا الحزب يضع نفسه خارج سياق المعارضة السورية الوطنية بالإضافة إلى أن موقفه معلوم من الثورة ومن النظام الذي يتعاون معه في كثير من المناطق.