أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية اليوم السبت إن الحكومة السورية على استعداد للمشاركة في لقاء مع المعارضة في موسكو، فيما صرّح رئيس الإئتلاف الوطني السوري" هادي البحرة من القاهرة، أن الائتلاف سيذهب إلى لقاء موسكو في العشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل. وصرّح المصدر لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أنه "في ضوء المشاورات الجارية بين سورية وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي، تؤكد سورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء". وأوضح المصدر أن القرار يأتي انطلاقاً من حرص دمشق على "تلبية تطلّعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان وفي أي بقعة على التراب السوري توازياً مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاعتها في أكثر من منطقة". وأضاف المصدر أن دمشق تؤكد أنها كانت وما زالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سورية أرضاً وشعباً وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري ويلبّي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقناً لدماء السوريين كافة. وأعلنت موسكو، الحليف الرئيسي للنظام السوري، أخيراً أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من مئتي الف شخص. وسيمهد لهذا اللقاء اجتماع للمعارضة السورية تنظمه موسكو يضم مسؤولين من "المعارضة الداخلية والخارجية"، "قادرين على طرح افكار" تسمح بالتوصل الى تسوية للنزاع، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي عقده الخميس. ولم تعلن موسكو من هي الجهات المعارضة التي ستدعى الى الاجتماع. إلى ذلك صرّح رئيس "الإئتلاف الوطنى السوري" المعارض هادي البحرة اليوم عقب اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة، أن الائتلاف سيذهب إلى لقاء موسكو في العشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل، لكنه أشار إلى أنه من دون أي ورقة عمل أو جدول محدد وأن "هذا هو مأخذ الإئتلاف على الإجتماع المرتقب". وأكد البحرة على أن الائتلاف يتمسك بالوثيقة التي قدمها فريقه للحل في سورية، كأساس لأي مفاوضات مقبلة. وتشمل الوثيقة "تشكيل هيئة انتقالية لتولي السلطات استناداً إلى ما جاء في مفاوضات جنيف وإطلاق سراح المعتقلين". واجتمع البحرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي أعلن أن بلاده تسعى لجمع المعارضة السورية فبل اجتماع موسكو، فيما أكد البحرة أن المسعى المصري ليس "مبادرة مصرية لحل الأزمة السورية". وفي هذا الإطار أعلن منذر خدام، رئيس المكتب الاعلامي في "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي" من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام، الأربعاء الماضي أن فصائل من معارضة الداخل والخارج بدأت التنسيق في ما بينها لعقد اجتماع في القاهرة من اجل التوصل الى رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة السورية. وأشار إلى أن الاجتماع سيمهد للقاء آخر يعقد في موسكو، وسيضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السورية بينها هيئة التنسيق التي تضم 12 حزباً والإدارة الذاتية الكردية وقوى من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وتوقع مصدر معارض آخر أن "يعقد اجتماع القاهرة في منتصف كانون الثاني (يناير)". وأعلن الرئيس السوري بشار الاسد في 10 كانون الأول (ديسمبر) بعد لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن دمشق تتعاطى بإيجابية مع مساعي موسكو لإيجاد حل للازمة في بلاده. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية عقب لقاء الأسد مع بوغدانوف ان الاتصالات السورية السورية المزمع عقدها "تصب في مصلحة العملية السياسية المستندة الى بيان جنيف في 30 حزيران (يونيو) 2012".