رغم غياب الكثير من الخدمات عن قرية العاند التي تقع على طريق عشيرة شمالي الطائف، إلا أن الأهالي يعتبرون تغييب متوسطة أو ثانوية للبنات يرهقهم نفسيا وماديا، ويجعل معاناتهم يوميا في ظل مخاطر التنقل والوصول إلى المدارس البعيدة. ويسكن الكثير من أبناء قبيلة القثمة في العاند منذ أكثر من 20 عاما، وتم افتتاح مدرسة ابتدائية للبنين قبل أكثر من 10 أعوام، أطلق عليها مدرسة عامر بن ربيعة، التي بلغ عدد طلابها 150 طالبا، فيما تجد الطالبات معاناة في الدارسة فيضطررن للانتقال إلى القرى الأخرى، في ظل غياب أي مدرسة بنات في القرية. ويعتقد خلف رويبح القثامي، أن وجود 180 طالبة في المدارس الأخرى، كاف بتوفير المدارس، لكنهم لم يوفروا أي مدرسة، مشيرا إلى أن المعاناة تتفاقم في المرحلة المتوسطة والثانوية إذ يضطر أولياء الأمور لتوصيلهن بسياراتهم الخاصة، فيما وفر التعليم حافلات لطالبات الابتدائية فقط، مضيفا: معاناتنا كبيرة جدا في ظل خطورة طريق عشيرة وما سببه لبناتنا من معاناة نفسية إلى الدرجة التي بلغ فيها هروب الكثيرات منهن وتسربن من الدراسة. ويشير سالم شباب القثامي إلى أنهم يعانون في توصيل الأبناء إلى مدارس عشيرة أو القرشيات، وقال: رفعنا للمسؤولين في تعليم الطائف لافتتاح مرحلة متوسطة والثانوية ولكن لم نجد تجاوبا، بل وعود باحتمال افتتاحها العام المقبل، وتتوالى الأعوام بلا افتتاح، فطالبنا بوسيلة نقل لكنهم أيضا لم يوفروها. ويرى عواض عايض القثامي، حاجة القرية بما تضمه من كثافة سكانية، إلى الرعاية الصحية، وقال: عند حدوث إصابة أو مرض يضطر السكان للذهاب إلى المركز الصحي بعشيرة للعلاج، أو الوصول إلى مستشفيات الحوية في حالة الضرورة أو في الفترة المسائية، والتي تبعد أكثر من 40 كم، مما يشكل معاناة حقيقية. وبين ضاوي معيض القثامي، أنهم يعانون أيضا من تراكم النفايات، حيث أصبحت النظافة في القرية سيئة جدا، مما تسبب في انتشار الحشرات وانبعاث الروائح الكريهة، مضيفا إن القرية تغيب عنها أعمدة الإنارة، لتتحول شوارعها إلى ظلام دامس عند حلول المساء، مما يفجر الرعب في قلوب أطفالنا، خاصة مع نباح الكلاب الضالة المنتشرة، فلا يستطيعون الخروج إلى الشوارع مع غروب الشمس.