يوم أليم وحزن كبير، حينما انتقل هشام محيي الدين ناظر وزير التخطيط ووزير البترول والثروة المعدنية وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية سابقا إلى مثواه الأخير، فكان ذلك خسارة فادحة لكل من عرف (أبا لؤي)، كنتَ واحدا من رجالات الوطن المخلصين للدين والمليك والوطن وعَلما اقتصاديا متميزا، استأمنك قادة هذه البلاد على مفصل، إنه لعمري من أهم مفاصل الوزارات ألا وهي وزارة البترول، وحملت الأمانة بكل اقتدار، ومازلت أتذكر مآثرك وتوجيهاتك وأفعالك وحسن تعاملك وحبك لأبنائك الموظفين كأسرة واحدة، وإذ كنت من أبنائك الذين عاصروك، ومن جاؤوا بعدك وانتسبوا إلى هذا الصرح لا يزالون يختزلون في ذاكرتهم أسمى الصفات وأمثل الخلق وحبك لعملك ولعمل الخير، حكيما وأبا رؤوفا رحيما، لقد تشرفت بأن عملت تحت قيادته وإشرافه فترة من الزمن كان لها من الأثر الكبير في مسيرتي العلمية والعملية بعد تخرجي مباشرة في مجال الاقتصاد وبالأخص في المجال النفطي كمستشار اقتصادي في مكتب معاليه. كانت البداية عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من الخلوق عبدالرحمن بن عبدالكريم المستشار والمشرف على مكتب معاليه وطلب حضوري للوزارة لمقابلة معاليه حيث وجدت نفسي أمام إنسان كبير بهيبته وعريض بابتسامته بسيط بكلامه لا تفارق محياه الابتسامة، يتعامل مع الجميع دون استثناء. كلفني بمهام كنت ولله الحمد على قدر من المسؤولية، ولقد رافقت معاليه في عدة مؤتمرات خارجية وداخلية وزيارات لدول العالم ومشاركات رسمية لدول الأوبك، كنت أعتقد أن ما تعلمته في دراستي في الخارج هو كل ما أحتاج إليه لكن بعد ما عملت تحت توجيهات معاليه وجدت نفسي أمام شخص أهم من الجامعات والأساتذة الذين تعلمت منهم، إنه مدرسة جديرة بالاحترام تضاهي كل ما تعلمته طوال حياتي، لقد تعلمت منه العمل بصمت والدقة في مراجعة كل ما يقع من ملفات تحت يدي. توقفت ابتسامتك (يا أبا لؤي) التي لا تفارق محياك طيلة حياتك وفي كل بقعة تطؤها قدماك وكل مناسبة لها ابتسامة دائمة وفي أحلك الظروف في السراء والضراء. نعم وإنا عليك (يا أبا لؤي لمحزونون)، فقدك فجيعة أكبر من الحزن وأحر من الدمع، فعزاؤنا لأسرته ولأبنائه ومحبيه وإلى أبناء الوطن، فإلى جنة الخلد ولا نملك إلا التسليم بقضاء الله وقدره والدعاء له والترحم عليه. إنا لله وإنا إليه راجعون.