وصلتني اليوم عبر نظام التواصل الاجتماعي الحديث رسالة من أحد أعضاء مجموعة من المجموعات الكثيرة المملة والمثرثرة عبر وسائل التواصل إلا أن ما وصلني هذه المرة علمني علما جديدا لم أكن أعلم عنه من قبل ومن إعجابي رغبت في مشاركة قراء هذه الزاوية ما تعلمته وجزء منه عنوان المقال «نحن الرياح والسفن». أغلبية الناس يعرفون بيت المتنبي الذي يقول: «ما كل ما يتمنى المرء يدركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن» . هذا ما تعلمناه في المدارس ولكن لم يعلمونا أننا نحن الرياح والسفن . فأصبحنا نذكر أبيات المتنبي كعذر لتقصيرنا في أعمالنا لا سيما إذا لم ننجز ونضع اللوم على الرياح لا على أنفسنا . بيت رائع من الشعر يجسد حالات الكثير منا حرفيا وشخصيا لطالما اتخذته معينا وقت الشدة والصعاب. هو حقيقة لا يمكننا التغاضي عنها وإخفاءها بل على العكس تماما علينا تقبل هذا الأمر . هو حقيقة لا يمكننا أن نغفل عنها ويواجهها معظم الناس تقريبا، لا بل كل الناس فلا يوجد مخلوق على هذه الأرض وهو راض بحاله تماما وليس هناك من في هذا الكون بأسره قد حصل على كل ما يتمناه ويشتهيه. فكم من غني حصل على كل ما تمناه من أشياء مادية، يلبس من أفخر أنواع الملابس يأكل من شتى أنواع المأكولات والمشروبات. ولكن تراه فاقدا للحب حزينا أو فاقدا للاستقرار والطمأنينة أو فاقدا للراحة والهناء والعيش في حياة عادية. وكم من فقير محب للجميع، الحب يملأ المنزل رحيما بأبنائه عطوفا عليهم محبا للخير دائما ولكن للأسف لا يستطيع توفير لقمة العيش لهم. لكن لم يعلمونا في مدارسنا أبيات الشعر القائلة: تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحن الرياح ونحن البحر والسفن، إن الذي يرتجي شيئا بهمته يلقاه لو حاربته الإنس والجن، فأقصد إلى قمم الأشياءِ تدركها تجري الرياح كما أرادت لها السفن. الأول يدعو للرضا بالواقع والأخريات تدعو لصناعة الواقع. رغبتي أن أناقش فقرات هذه الكلمات المعبرة وأكتب في مضامينها لكي نستوعب الغزارة الفكرية في هذه الكلمات الرائعة. فنحن نستطيع قهر المستحيل إذا كانت إرادتنا قوية ومبدعة ومثمرة بشرط ألا تتعارض مع ديننا ومبادئه وما جاء به نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وآل بيته الكرام. قال الشاعر: فمن رام صعود الجبال فلا يخاف من وقوع الحجر. وإذا كنت ربان السفينة فتستطيع التحكم بها وتوجيها وفق ما تريد وإلى أي مكان ترغب أن تتجه إليه، فأنت توجه السفينة وليست هي التي توجهك. نظرة مسددة لكل من يرغب بالتفوق والنجاح. إذا كان للإنسان إرادة قوية ناضجة تقوم مجريات حياته فمن الطبيعي أن يذل الصعاب ويتجاوز العقبات متجها نحو النجاح وتحقيق طموحاته ومشاريعه، فيصبح المستحيل عندئذ في حياته شبه معدوم. فقيل أن العالم الكبير إديسون قام بتسعمئة وتسعة وتسعين تجربة فاشلة، والتجربة الألف هي المصباح الكهربائي، وعندما سئل عن تجاربه وسبب فشله بها أجاب وبكل ثقة: إن التجارب هي التي فشلت ولست أنا الفاشل. إن الإرادة كنز عظيم لدى الإنسان، فإذا عاش حياته بإرادة قوية بعيدا عن التفريط والغرور وكذلك بعيدا عن التكاسل والتقوقع عاش حياة ملؤها النجاح. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. إلى آخر الآية. للتواصل (( فاكس 6721108 ))