إذا كان المتنبي قد بلغ به طموحه مرتقى صعباً، حتى قال «أريدُ من زمني ذا أن يبلغني * ما ليس يبلغهُ من نفسهِ الزمنُ»، فلماذا قال في القصيدة نفسها «ما كل ما يتمنى المرء يدركهُ * تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ»؟ هل كان هذا البيت الأخير تأكيداً لحقيقة؟ والبيت الأول تحليقاً في عالم الأحلام؟ إذاً لماذا استخدم مع الحلم لفظة تدل على الإرادة «أريد»؟ واستخدم مع الحقيقة لفظة تدل على الأماني «يتمنى»؟ هل أراد أن يؤكد ألّا مستحيل مع الإرادة؟ ولا إرادة بالتمني؟ أم ماذا؟