هل تتشابه تطلعاتنا في مرحلة الطفولة مع ما حققناه في حياتنا؟! في مرحلة مبكرة من حياتنا لا ينفك سؤال واحد يتكرر على مسامعنا .. ماذا تريد أن تكون عندما تكبر ؟ .. تذكّر الآن هل صرت ما تتمناه؟ .. هل سارت حياتك كما تشتهي .. هل مشيت في ذات الخطوات التي خططت لها؟ في حياتي شخصياً حققت أشياء لم أخطط لها .. وخططت لأشياء لم أحققها .. تلك سنة الحياة .. وقديما قال المتنبي : ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. لكننا يجب أن نخطط لحياتنا .. وأنجح الناس من تسير حياته وفق رؤية واضحة وخطوات مدروسة .. ولا بأس من بعض التغييرات .. وخطط الحياة يجب أن تكون قابلة للتغيير والتعديل حسب مجريات الحياة وتغيراتها. هناك من يسعون الى تغيير خططهم ومسار حياتهم بين حين وآخر لتتماشى مع واقع ومعطيات الحياة التي يعيشونها .. هناك من يحب التغيير في العمل وفي الحياة الاجتماعية .. وهناك من يتمسك بالاستقرار حتى آخر لحظة .. ومعه يشعر بدفء الأمان فقط .. فللناس أمزجة وأسباب يتعاملون وفقها وعلى أساسها. هناك من الناس من يحدد أهدافه بهدف واحد ويكتفي .. فالطبيب يظل طبيبا طوال عمره .. والمهندس يظل مهندسا والطيار طيارا .. وهكذا .. وهناك من يوزع أهدافه على مهن عديدة .. فيكون مهندسا له خبرة في علوم التكنولوجيا، واهتمامات بالزراعة ويستثمر جزءاً من أمواله في صناعات أو مشاريع مختلفة عن تخصصه .. حتى إذا شعر بالرغبة في التغيير وجد مجالات أخرى من الممكن أن يخوض فيها بمنتهى السهولة واليسر. حين تنظر في عيون أبنائك بماذا تفكر لهم .. هل بتحقيق ما كنت تتمنى تحقيقه ولم تستطع .. أم أنك ستترك لهم الخيار لاختيار الحياة التي يريدونها؟ فهناك من الآباء من يزرعون عقد النقص التي عانوا في حياتهم بداخل أبنائهم .. فيفرضون عليهم دراسة معينة أو مهنة بحد ذاتها .. حتى وإن كانت دون رغبة الأبناء وتطلعاتهم .. وهذه جريمة أن تفرض على غيرك ما تريد حتى وإن كانوا أبناءك فمن حقهم تماما أن يقرروا أي طريق يسلكون .. وحقك أن ترشدهم وتنصحهم وتوجههم وتعينهم. الحياة خطط متغيرة .. ورؤى متبدلة .. والقائد الناجح هو من يمتلك دائما الحلول والبدائل .. ودمتم سالمين.