بداية لست بطبيب أو متخصص في العلوم الطبية لأتطرق لموضوع ضغط الدم من قريب أو بعيد ولا يحق لي ذلك، بل أسأل الله أن يحمينا منه ويشفي من ابتلي به. أما في عالم حقول النفط فارتفاع الضغط في مكامنه بباطن الأرض ذات السعة الكبيرة والوفرة النفطية، مؤشر صحي، ومبشر بطول عمر للبئر النفطي، فإنتاج النفط وآلية استخراجه من مكامنه تصنف إلى نوعين، أولهما يسمى الرفع الطبيعي، وثانيهما يسمى الرفع الصناعي، ويتم تصنيف النوع بناء على مقدار الضغط الموجود في المكمن النفطي. إن الرفع الطبيعي للنفط من مكمنه يكون عبر أنابيب الإنتاج مرورا بفوهة البئر حتى يستقر في خزاناته على سطح الأرض، وعندما يكون ضغط المكمن مرتفعا وقادرا على مقاومة لزوجة النفط والاحتكاك بينه وبين أنابيب الإنتاج صعودا، فالطبيعة الفيزيائية لجميع الغازات والسوائل تحتم عليها الاندفاع من النقطة ذات الضغط الأعلى للنقطة ذات الضغط الأقل. أما عندما يفشل ضغط المكمن بالقيام بما سبق ذكره، عندها يتوجب التدخل بطرق مختلفة بتعزيز هذا الضغط لدفع النفط واستخراجه من مكامنه، وتسمى هذه العملية بالرفع الصناعي. وللرفع الصناعي طرق عديدة غاية في الدقة والتعقيد، إما عن طريق حفر بئر مواز لبئر الإنتاج وحقنه بالماء أو بعض أنواع الغازات من فوهة البئر باتجاه المكمن النفطي مما يؤدي لدفع النفط من المكمن عبر أنابيب إنتاج البئر الرئيسي للأعلى، واستخدام أنواع مخصصة من المضخات المختلفة. ولضرب مثال بسيط؛ فعندما يتم رج زجاجة مقفلة من المياه الغازية، ومن ثم نزع غطائها، سنلاحظ اندفاع المياه الغازية بقوة إلى خارجها لكن سنلاحظ بعد لحظات عودة المياه الغازية للسكون وهذا هو حال آبار النفط بعد فترة من الإنتاج الطبيعي، ينخفض ضغط المكمن تدريجيا، وعدم التدخل بطرق الرفع الصناعي سيؤول بها إلى نفس المصير وهو التوقف عن الإنتاج. * كبير مهندسي حقول النفط والغاز في شركة كبرى