شدد خبير اقتصادي على أهمية تجنّب التضخيم المتعمد الذي تمارسه بعض الدول النفطية في أرقام الاحتياطيات النفطية لها، محذراً في الوقت ذاته من الاستنزاف الكبير للثروات النفطية – لا سيما الدول الخليجية – ورفع معدلات الإنتاج لذروتها؛ طمعاً في رفع سقف الفوائض المالية. وأكدّ نائب رئيس شركة أرامكو سابقاً عثمان الخويطر خلال حديثه ل»الرياض» أن الحقول النفطية تمر بعد بدء الإنتاج بمراحل قد نعبر عنها بما يعايشه العنصر البشري من شباب ثم نضوج فشيخوخة التي تمتد طويلاً إذا قورنت بالمرحلتين السابقتين، وهذه المراحل تختلف مدتها من حقل لآخر حسب حجم الاحتياطي النفطي وعوامل أخرى كثيرة، فأول بداية للإنتاج يكون الحقل في قمة عنفوان شبابه ويعطي أكبر كمية ممكنة من الإنتاج، وكما هي الحال مع معظم حقول النفط الكبيرة، توجد كميات هائلة من الغاز الذائب التي تساعد كثيرًا على اندفاع السائل النفطي إلى أعلى عندما نهيئ له الخروج عن طريق فتح الصمام الرئيسي الموصول بفوهة البئر، وفي الغالب يتواجد مخزون كبير من الماء (ذو ملوحة عالية) وتحت ضغط كبير أسفل المخزون النفطي، وهذا أيضا يساعد على دفع السوائل النفطية باتجاه البئر، هذه العوامل المساعدة تضعف قدرتها مع مرور الوقت، وينعكس ذلك على كمية الإنتاج الذي يدخل حينئذ مرحلة النضوج، وتتميز هذه المرحلة بثبات مقدار الإنتاج لفترة إنتاجية طويلة نوعا ما، وأحيانًا تسمى ذروة الإنتاج، وهنا يبدأ الإنتاج بالهبوط التدريجي، والسبب هو فقدان الكثير من الغاز الذائب الذي كان المحرك الرئيس للإنتاج كما يبدأ ظهور كميات من الماء مختلطة مع السائل النفطي وتحتل مكانة بارزة من كمية الإنتاج. وطبيعي أنه كلما تقدم الحقل في العمر كلما قلت كمية النفط الصافي وارتفعت كمية الماء، حتى أنه في سلطنة عمان حقل من الحقول النفطية ينتج 90% ماء و10% فقط نفط. وفي أغلب الأحوال نبدأ بعد وصول الذروة باستخدام مضخات غطاسة في قاع البئر للمساعدة في رفع السوائل، النفط والماء. وهذه تضيف إلى تكلفة الإنتاج. هذا مثال لحقل مثالي وليس هناك عمر افتراضي لحقول النفط نظرا لاختلاف ظروف كل حقل وهناك عوامل وإجراءات فنية تساعد على إطالة عمر الحقل نسبيا مرتبط معظمها بعملية ما يسمى صيانة الآبار، تساعد مثلا على تأخير اندماج الماء مع السائل النفطي إلى مرحلة متأخرة والمشكلة التي نعاني منها هو تضخيم الاحتياطي المتبقي الذي تمارسه جميع دول الأوبك لأغراض سياسية، وهذا خطأ فاحش لأنه يضر بمستقبل الدول التي تعتمد بنسبة كبيرة على المداخيل النفطية.