بدأت أسعار النفط في التأكيد على الارتفاع داخل الفريمات الصغيرة قبل أن يتحول المسار السعري من هابط إلى صاعد على المدى القصير؛ إبان الوصول إلى مراحل التشبع البيعي التي ظهرت واضحة على الإغلاقات الشهرية والأسبوعية الأخيرة. يأتي هذا بعد أن أوردت «عكاظ» في عددها الصادر يوم السبت الماضي بأن أسعار النفط جاهزة للدخول في موجة صاعدة بناء على عوامل اقتصادية دون أن يكون ذلك تحت مظلة المخاطرة السياسية التي ظهرت في سوريا أخيرا. ووصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 3 أشهر أمس ما جعل «بيرا إنرجي جروب» لاستشارات الطاقة تتوقع بأن الأسعار سترتفع إلى 75 دولارا للبرميل على مدى العامين المقبلين، بالرغم من أنها كانت تتنبأ بانهيار قبل عام، وهو ما عزز من مكاسب النفط الأولية التي تحققت بفعل صعود الأسهم الصينية.وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 1.72 دولار لتبلغ عند التسوية لتصبح مكاسبه قريبة من 10 في المئة، في حين أغلقت العقود الآجلة للخام الأمريكي الخفيف مرتفعة 1.62 بالمئة بعدما لامست مستويات لم تبلغها منذ شهر يوليو الماضي. تداولات أفقية وحول العوامل الفنية التي يتحرك النفط في إطارها الحالي، أوضح المستشار المالي محمد الشميمري أن مناطق التماسك الداخلة في إطار التداول الأفقي بالنسبة لنفط «نايمكس» تم تسجيلها عند مستويات تتراوح بين 44 دولارا إلى 45 دولارا للبرميل، أما نفط «برنت» فجاء ذلك بين مستويات 47 دولارا إلى 48 دولارا للبرميل. وأضاف: أصبحت أسعار النفط صاعدة بوضوح على المدى القصير وبالتحديد على «الفريم اليومي»؛ إذ وصل المؤشر السعري إلى مستويات فوق 54 دولارا للبرميل بالنسبة لنفط «برنت»، بينما وصلت أسعار «نايمكس» فوق 50 دولارا للبرميل. ومضى يقول: المعطيات الاقتصادية التي ظهرت في اقتصادات العالم تساعد على الصعود لاختراق مستويات مقاومة قريبة؛ يمكن من خلالها رؤية أسعار جديدة للنفط لم يبلغها منذ أشهر. وعن الحركة المتوقعة للنفط خلال الأسبوع المقبل، قال: أعتقد أن مستويات 54 دولارا للبرميل بالنسبة إلى «برنت» مهمة لأن اختراقها يجعل الأهداف المقبلة عند مستويات 58 دولارا للبرميل، في المقابل اخترق نفط «نايمكس» مستوى مهما مسجلا عند 49.30 دولار للبرميل، وهي منطقة مهمة لذلك من المتوقع أن تصل الأسعار إلى مناطق قريبة من مستويات 53 دولارا للبرميل. وتطرق في حديثه إلى العوامل الأساسية التي ساهمت في صعود أسعار النفط خاصة في الأيام الخمسة الأخيرة، وقال: التفاعل السلبي الضخم الناجم عن تراجع الدولار كان له دور في ارتفاع سعر النفط لأن الانعكاسات الناجمة عن ظهور بيانات سلبية قوية في الوظائف الأمريكية ألقت بظلالها فورا على احتمالات تأجيل قرار رفع سعر الفائدة على الدولار إلى ما بعد شهر ديسمبر المقبل. وأضاف: محضر المجلس الفيدرالي الأمريكي الأخير كشف عن وجود مخاوف من تباطؤ في الاقتصاد العالمي في ظل بقاء معدل التضخم عند مستوى يقارب 1.8 في المئة ما يعني أنه بعيد نوعا ما عن المستوى المستهدف البالغ عند 2 في المئة وأي زيادة في الفائدة قد تحدث ضررا بمعدلات التضخم. وأشار إلى أن هذه المعطيات على الدولار أدت إلى انخفاض معدل التوقعات بشأن رفع سعر الفائدة خلال العام الجاري، مضيفا: انخفضت نسبة التوقع في شهر اكتوبر الجاري إلى 7 في المئة، بينما انخفضت نسبة التوقع في شهر ديسمبر المقبل من 41 في المئة إلى 36 في المئة؛ أي أن التوقعات الحالية تشير إلى أن قرار الرفع قد يكون إما في شهر يناير أو في شهر مارس المقبلين. وأفاد بأن التصريحات التي أطلقها أمين عام منظمة «أوبك» عبدالله البدري بخصوص معدلات إنتاج الدول خارج أوبك واحتمالية وصولها في بعض التقارير إلى مراحل صفرية أعطت النفط زخما بالصعود، بالرغم من أن البدري أكد على بقاء إنتاج دول الأعضاء على نفس مستوى الإنتاج خلال العام الميلادي المقبل.