أوضح المستشار المالي محمد الشميمري أن المؤشرات الفنية والأساسية التي تحيط بسوق النفط العالمية ترجح إمكانية حدوث ارتداد في أسعار النفط حتى نهاية الربع الأخير من العام الجاري في ظل استمرار الحركة عند مناطق التماسك السعرية. وقال: اليوم سيحدث الإغلاق الشهري للنفط، وبالتالي نجد أن المستويات السعرية الحالية تظهر تشبعا بيعيا على الفريم الشهري، وقد يظهر انعكاس إيجابي على الأسبوعي، الأمر الذي يجعل إغلاق شهر سبتمبر عند هذه المستويات مؤشرا لإمكانية حدوث ارتداد ربما تظهر بوادره على الفريمات الأقل كالفريم اليومي مثلا. جاء ذلك بعد أن سجلت أسعار النفط أمس تراجعات محدودة نتيجة استمرار القلق بشأن متانة الاقتصاد في آسيا ومع استمرار مستوى إنتاج الخام مرتفعا. وتطرق الشميمري في حديثه إلى أن استمرار انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بأرقام تفوق معدل التقديرات سيدعم إيجابا السعر في ظل توقعات تميل إلى أن تكون البيانات الصادرة الأربعاء المقبل متضمنة استمرار انخفاض المخزونات الأمريكية بما يصل إلى نصف مليون برميل، مشددا في الوقت ذاته على أن اقتصاد الصين ما زال في مرحلة غير مطمئنة. وأضاف: إذا تغير اتجاه سعر النفط الفني يمكن بناء رأي مغاير عن التصور الحالي القائم على استمرار حركة السعر في مناطق التماسك التي تتراوح بين مستويات سعرية عند 44 دولارا بالنسبة ل(نايمكس) و47 دولارا ل(برنت)، الأمر الذي يجعل هذا التماسك ضمن مناطق دعم قوية. ومضى يقول: من الناحية الفنية كسر منطقة 44 دولارا بإغلاقات أسبوعية سيكون سلبيا لكن تداول السعر عند هذه المناطق عدة أسابيع ضمن إطار يمكن وصفه ب(الأفقي) يدل على العديد من الأمور. وأفاد بأن البيانات المتراجعة لمخزونات النفط أعطت نوعا من التحفيز لدى المستثمرين بإمكانية تحسن السعر مع اقتراب فترة ما قبل دخول فصل الشتاء الذي يشهد عادة ارتفاعا في معدلات الطلب. تصريح بلا قيمة وحول ما أعلنه نائب رئيس الوزراء الروسي (اركادي دفوركوفيتش) بشأن إمكانية تخفيض بلاده لإنتاج النفط بنحو 10 في المئة إذا ظلت الأسعار العالمية منخفضة لفترة طويلة؛ قال الشميمري: هذا التصريح لا يحمل أي قيمة معلوماتية ولا يمكن التعويل عليه في استشراف وضع النفط؛ لذلك لا يمكن أخذ هذا التصريح من الناحية الأساسية على محمل الجد؛ خاصة أن نائب الرئيس استبعد في حديثه أن تنخفض الأسعار دون المستوى الحالي الذي يبلغ نحو 48 دولارا للبرميل لفترة طويلة باعتبار أن ذلك لا يخدم مصلحة معظم منتجي النفط إذا استمر الوضع لأكثر من عامين. وزاد في هذا الإطار قائلا: نائب وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي دينيس خراموف توقع ارتفاع إنتاج روسيا من النفط إلى 526 مليون طن أو بما يوازي 10.56 مليون برميل يوميا قياسا بعام 2015، وهذا يؤكد استمرار السياسة الروسية تجاه النفط. وأردف بقوله: روسيا لن تخفض إنتاجها إلا لأسباب تقنية ولن تفعل ذلك لسبب يتعلق بصالح السوق لأنها تعلم أن خفض إنتاجها سيواجهه تغطية لحصصها من قبل منتجين آخرين، وقد شاهدنا الإمارات التي تشغل عضوية في منظمة (أوبك) تبدي استعدادها لتلبية أي طلب على النفط من اليابان بعدما أبدت خلال وقت سابق استعدادها لتغطية الطلب الهندي. وبين أن ذلك يعطي إشارة إلى أن معظم دول أوبك تخطط للإبقاء على مستويات إنتاجها مرتفعة للدفاع عن حصتها في السوق لمواجهة أي مصادر إمداد عالمية أخرى.