يعقد وزراء النفط في دول مجلس التعاون الخليجي بعد يوم غد اجتماعا لهم بالعاصمة القطرية الدوحة، ضمن لقاء ستكون نتائجه والتصريحات التي تخرج عنه محط اهتمام متابعي السوق النفطية. وبالرغم من أن الاجتماع لم تتضمن أجندته على مناقشة مستويات الأسعار المسجلة حاليا بحسب تواتر المعلومات في هذا الشأن؛ لكنه في المقابل يكتسب أهميته من كونه يعقد لأول مرة بعد وصول الأسعار إلى مستويات هي الأدنى منذ سنوات. وسيتطرق الاجتماع من خلال أحد محاوره لوحدة الموقف الخليجي إزاء ترك السوق النفطية تتعامل مع المعطيات الاقتصادية البحتة التي تستمد قوتها من زخم الطلب دون تدخل. من جهة ثانية، فقد النفط نحو 50 في المئة من مكاسبه التي حققها خلال ستة أيام متأثرا بارتفاع الدولار الأمريكي المتزامن مع انخفاض طرأ على الأسهم الصينية في ظل ضعف التداولات الناجمة عن عطلة عيد العمال الأمريكي. وحول وضع سوق النفط الحالي، أكد المستشار المالي محمد الشميمري على أن أسواق النفط لا تزال تتحرك تحت ضغوطات أساسية بسبب العوامل الاقتصادية الموجودة في الأسواق الناشئة وعلى رأسها الصين، مشيرا إلى تغير بعض الأمور أبرزها انخفاض توقع الإنتاج الأمريكي في النصف الحالي من العام الجاري قياسا بحجم الإنتاج في النصف الأول. وأضاف: معدل الانخفاض المتوقع يصل إلى نحو 6 في المئة؛ وهذه نسبة تجعل السعر متحركا ضمن مستويات معينة يمكن وصفها ب «مستويات التماسك السعري». وتطرق الخبير الاقتصادي الشميمري إلى الجانب الفني بقوله: هناك تصريحات كثيرة سواء لمنظمة أوبك تتضمن على أن السعر العادل يتحرك بين 50 دولارا إلى 60 دولارا للبرميل؛ وعدد من كبار المحللين للسوق النفطية ذكروا أن السعر العادل يصل لنحو 80 دولارا للبرميل في عام 2016، معتبرين أن عوامل الضغوط القوية ينجم عنها ارتدادات سعرية كبيرة كما حدث قبل أسبوع وبالتحديد عندما قادت المضاربات على العقود إلى تغطية المراكز البيعية. ومضى يقول: بعد الارتفاع الذي حدث للنفط؛ يتحرك مؤشر سعر «نايمكس» الآن عند مستويات فوق 40 دولارا للبرميل بعد عملية ارتداده أثناء جني الأرباح؛ بينما يتحرك مؤشر «برنت» عند مستويات 49 دولارا للبرميل؛ ورغم أن هذه الحركة يمكن اعتبارها نوعا من الاستقرار إلا أن النفط يواجه تشبعا بيعيا كما يظهر على الفريمات الكبيرة؛ ما يجعله مؤهلا لإمكانية تحقيق انعكاسات إيجابية في حال تغيير الاتجاه. وأضاف: بالنسبة إلى «نايمكس» سيكون الارتداد اليومي فعليا، إذ سجل أعلى سعر عند مستوى 49 دولارا للبرميل مشكلا قاعا أعلى من القاع السابق له المسجل عند مستوى 43.13 دولار للبرميل، وبالتالي فإن أي إغلاق يومي فوق 49.30 دولار للبرميل يمكن أن يتغير الاتجاه إلى صاعد لأول مرة على الفريم اليوم منذ شهر يونيو الماضي تقريبا، وبهذا يكون قد خرج عن مسار التداول العرضي المتوقع له. وأشار إلى أن مراقبة سعر النفط تتطلب معرفة الأساسيات وتتبع حركة السعر لأن الأخيرة لا تكذب باعتبار أن السعر هو الذي يحكم كل شيء في النفط، وقال: حركة النفط الآن على الفريمات الصغيرة صاعدة بالرغم من هبوطه على الفريمات الكبيرة لكن من خلال النظر إلى مذبذبات الحركة هناك بعض الإشارات التي تعطي نوعا ما إمكانية تغيير الاتجاه، وبالنظر إلى متوسط 10 أسابيع يظهر هناك مقاومة عند مستوى 47.20 دولار للبرميل، وبالتالي فإن أي إغلاق الأسبوعي فوق هذا المستوى سيكون علامة إيجابية قوية على النفط على فريم كبير مثل الأسبوعي. يشار إلى أن تخمة المعروض العالمي، والمخاوف المتزايدة من تباطؤ الاقتصاد الصيني تسببت في اضطراب أسواق النفط في الوقت الذي سجلت مخزونات الخام الأمريكية زيادة مفاجئة قدرها 4.7 مليون برميل قبيل نهاية شهر أغسطس الماضي بالرغم من تراجع عدد منصات الحفر الباحثة عن النفط بمقدار 13 إلى 662 منصة الأسبوع الماضي.