يعتبر الجهاز التنفسي من اكثر الاجهزة فى جسم الانسان تعرضاً للاصابة بالعدوى نتيجة الاختلاط و التزاحم فى هذه الايام المباركة. ومن أمثلة ذلك يمكن أن ينتشر الالتهاب الرئوي بطرق عدة فيمكن للفيروسات والجراثيم الموجودة عادة في أنف أو حلق الحاج أن تصيب رئتيه إذا ما استنشقها. وقد ينتشر أيضاً عن طريق الرذاذ المتطاير الناجم عن السعال أو العطاس بين الحجاج. وقد ينتشر كذلك عبر الدم، ولاسيما أثناء الجروح والاصابات. ولا بد من إجراء المزيد من البحوث بشأن مختلف العوامل الممرضة التي تسبّب الالتهاب الرئوي، فلذلك أهمية بالغة فيما يخص العلاج والوقاية. و من الملامح الظاهرة للمرض انه لا يوجد اختلاف بين أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي الجرثومي. غير أن أعراض الشكل الفيروسي قد تكون أكثر من أعراض الشكل الجرثومي. لذلك تعتبرالوقاية من الالتهاب الرئوي من العناصر الأساسية للاستراتيجية الرامية إلى الحد من معدلات الاصابة والوفيات فى اثناء مناسك الحج المختلفة. والمعروف أن توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين الدفاعات الطبيعية للحجاج، بدءاً بالاقتصار فى المخالطة و ارتداء الكمامات الواقية طيلة فترة الحج من حياتهم. وهذه الطريقة تضمن فعالية أيضاً في توقي الالتهاب الرئوي وتقليص فترة المرض.. والعلاج. من الممكن علاج الالتهاب الرئوي الذي تسببه الجراثيم باستخدام المضادات الحيوية. معظم حالات الالتهاب الرئوي تتطلب مضادات حيوية تعطى عن طريق الفم، والتي غالبا ما توصف في أحد المراكز الصحية المتوفرة بكثرة بجوار جميع المشاعر والتى تتبع وزارة الصحة. يمكن تدبير الغالبية العظمى لحالات الالتهاب الرئوي التي تصيب الحجاج بفعالية باستخدام مضادات حيوية فموية مجانا على مستوى المراكز الصحية بقيادة عاملين من الاطباء و المدربين. ويوصى بإدخال الحجاج المصابين بشدة او حالات وخيمة للغاية، إلى المستشفى لتلقى علاج مكثف. نتطرق بعد ذلك إلى حساسية الصدر والتي من الممكن ان يزداد معدل الاصابة بها نتيجة التزاحم الشديد اثناء اداء شعائر الحج. وتكون علامات وأعراض حساسية الصدر عبارة عن : صعوبة فى التنفس او ضيق فى الصدر او الصفير والذى ينتج عن ضيق الشعب الهوائية او السعال المفرط أو السعال الذي يبقي المريض مستيقظا في الليل. وعلاج حساسية الصدر هو أن يقوم الطبيب بتشخيص الحالة والتأكد من الأعراض على الا تتشابه مع أي مرض آخر، فإنه يوصي بأدوية حساسية الصدر (والتي يمكن أن تشمل أجهزة الاستنشاق للربو المكونة من مضادات الالتهاب و موسعات الشعب الهوائية قصيرة وممتدة المفعول و كذلك حبوب الحساسية) وذلك لمنع حدوث نوبات الربو. كما يمكن تقديم العلاج طويل المدى من خلال أجهزة استنشاق للربو من مضاد للالتهابات وغالبا ما تكون ضرورية لعلاج الالتهابات المرتبطة بالربو. لكن فى حالات الأزمة الربوية الصدرية الشديدة التى لم تستجيب للعلاج بالفم يجب على الحاج التوجه الى اقرب مركز او مستشفى ميدانى لتلقى العلاج المكثف لحساسية الصدر عن طريق الوريد من مضادات حيوية و موسعات الشعب الهوائية و مضادات الالتهاب طويلة المفعول مع استخدام الاكسجين اذا لزم الامر. وبهذا نكون قد تحدثنا عن اكثر الامراض الصدرية انتشارا فى موسم الحج لان سلامة جهازك التنفسي تهمنا. تقبل الله منك حجاً مقبولا و ذنباً مغفوراً باذن الله. الأستاذة الدكتورة آية عبد الدايم استشارية الأمرض الصدرية مستشفى الأطباء المتحدون