رصدت عدسة «عكاظ» عددا من المواقع في محافظة ضمد بمنطقة جازان، لا تزال توثِّق لمسلسل تكدُّس النفايات والروائح التي تنبعث منها، وذلك في عدد من شوارعها؛ ما ينذر بكارثة صحية وأمراض وبائية لأكثر من 90 ألف نسمة في ضمد والقرى التابعة لها، خصوصاً مع انتشار الذباب والبعوض وعدد آخر من الحشرات الناقلة للأمراض. وعبّر عدد من المواطنين عن أسفهم لوصول حال شوارع المحافظة إلى هذه الصورة المزرية، في ظل الميزانيات المتواصلة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لبلدية ضمد وأمانة المنطقة، حيث أبدوا ملاحظتهم لعدم استغلال تلك الميزانيات في نظافة الشوارع وإصلاحها. شوارع موبوءة لاحظ المواطن أحمد محمد أبو دية، أن عمليات النظافة والرش بعد شهر رمضان غالباً تكون معدومة، وقال: «خنقتنا الروائح الكريهة وأزكمت أنوفنا، وهي تنبعث من أكوام النفايات المتراكمة لأيام متتالية في شوارع ضمد»، محذراً في نفس الوقت من استمرار هذا الوضع الذي يساعد في انتشار الأوبئة والأمراض بين السكان، مشيراً إلى أن الشوارع ستتحول إلى مصدر رئيس لجلب الأوبئة. وانتقد أبو دية غياب الرقابة وضعفها في المحافظة، مناشداً الوزارة التدخل العاجل للنظر في أوضاع المحافظة، ومحاسبة المسؤول المتسبب في هذه المعاناة اليومية لأبناء المحافظة. نفايات في كل مكان وتحدث حسين معافا عن النظافة المتردية وأكوام النفايات، التي تمتلئ بها شوارع محافظة ضمد بمنطقة جازان. وقال: «نعاني من هذه النفايات التي تتراكم بجانب المنازل وعلى أطراف الشوارع من بعد رمضان؛ فتنبعث منها الروائح الكريهة التي تؤذي السكان والمارة والزائرين لضمد». وأضاف معافا «إن شوارع محافظة ضمد ومداخلها وقراها المجاورة تكتظ بالنفايات»، معبراً عن استيائه، ومشيراً إلى أن هذا المشهد غير حضاري، مطالباً بسرعة اتخاذ إجراءات سريعة للحفاظ على وجه ضمد ناصعاً. تباطؤ البلدية من جانبه، أكد محمد الحازمي أن إهمال وتباطؤ بلدية المحافظة في رفع المخلفات المتراكمة في براميل القمامة وخارجها وعدم نقلها إلى مكانها المخصص، أوصل الأمور إلى ما نشاهده الآن. وذكر الحازمي أن الحاويات امتلأت بالمخلفات؛ ما زاد من تكدس أكوام النفايات التي شوهت منظر شوارع ضمد، مع انبعاث الروائح النتنة، وزاد من انتشار وتكاثر الحشرات الضارة. وأضاف الحازمي، أن أمانة منطقة جازان استعدت بنظافة الشوارع وإزالة القمائم في وقت وجيز، لكنه أوضح أنه لم يتحقق المطلوب حتى الآن، مشيراً إلى أنه بعد مرور بضعة أسابيع لتلك الوضعية ازدادت الأزمة ولم تقل. كما قال حسن رشيد إن ضمد وقراها لا تزال تعج بالنفايات، رغم وعود الأمانة بحل المشكلة. الأمانة: السبب ترسية عقود وجاء في مسوغات أمانة جازان، على لسان أمينها الدكتور إبراهيم الخياط، أن سبب تكدس النفايات «عقود مليونية تم ترسيتها لتخليص مدينة جازان ومحافظاتها من النفايات المتكدسة»، مؤكداً أنه بتوجيه من أمير المنطقة تم فصل عقد المحافظات التي حدثت فيها المشكلة إلى أربعة عقود منفصلة بتكاليف باهظة، لرفع مستوى النظافة في هذه المحافظات على المدى البعيد، وتم ترسية مشاريع تجاوزت 156 مليوناً، حيث تفوق العقود السابقة بنسبة 23 % بتوفير عدد أكبر من المعدات والعمال. وكان الناطق الإعلامي لأمانة جازان طارق الرفاعي، قد اعترف في وقت سابق بوجود تقصير من الشركة المتعهدة بالنظافة في أداء عملها، مشيراً إلى أن أمانة جازان اتخذت كافة الإجراءات النظامية في مثل هذه الحالات بما في ذلك الاستئجار على حساب المقاول لتدارك عجزه وقصوره، وبين أن المشكلة مع المتعهدين ستنتهي خلال أسبوع واحد، من خلال عقد موحد ينهي أزمة النظافة في جازان وصبيا وأبوعريش وضمد.