مهنة التعقيب.. اقترنت بالجوازات منذ سنوات طويلة، حيث كانت البداية والانطلاقة منها، ثم تحولت إلى مهنة لإنهاء المعاملات في كل الدوائر الحكومية ومن ثم نشأت مكاتب متخصصة في التعقيب وأخيرا أصبح «المعقب» داخل المنشأة الخاصة أو الحكومية هو صاحب العلاقات الممتدة والماهر في انهاء المعاملات مهما تشابكت وصعبت وتعقدت.. وظلت المهنة الى وقت طويل تدر على شاغليها ارباحا معقولة.. وتفرعت المهنة ليدخلها اصحاب الكفاءات والخريجون.. لكن مع النقلات الالكترونية انخفض صيت المعقبين اذ تولت الابواب الالكترونية في شبكة الانترنت معالجة كثير من المعاملات التي كان يتولاها المعقبون بأجر. ظلال وهواجس القرار الاخير للادارة العامة للجوازات بمنع «المعقبين» من مراجعة مقر الجوازات لإنجاز معاملات الشركات والمؤسسات بسبب تحويل كل المعاملات الكترونيا دون الحاجة إلى معقب، القى بكثير من الظلال والهواجس لدى المعقبين في الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة. ويتخوف كثيرون ان يغلق القرار باب رزقهم ومضى اكثرهم الى القول انهم باتوا يفكرون بجدية في البحث عن مصدر رزق آخر بعد ان تم اغلاق باب التعقيب. تراث الماضي يقول محمد الحربي إن مهنة التعقيب ستتحول اخيرا الى المتاحف لتصبح جزءا من تراث الماضي الجميل بعد القرار الجريء من الجوازات، كما ان التحول الالكتروني سيقضي على البقية الباقية من تقاليد هذه المهنة العريقة ولا اعتقد ان الجيل الجديد سيهتم كثيرا بهذه المهنة التي ستصبح مهنة منقرضة في فترة قصيرة. ويضيف الحربي: الجوازات ومكتب العمل هما القطاعان المهمان اللذان يعمل فيهما المعقبون بشكل كبير، حيث يراوح سعر المعاملة الواحدة بين 200 إلى 500 ريال حسب نوع وصعوبة وتعقيدات الاجراءات وزمن المعاملة وقدرة اصحابها على الدفع. إلى اين يتجهون؟ الحربي عاد وقال: كثير من الممارسين اكتسبوا مهارات كبيرة وإلماما بالقواعد والانظمة فضلا عن خلق علاقات اجتماعية واسعة مع كافة الاطراف، وهو الامر الذي كان يعينهم على انجاز المعاملات في وقت قصير فالمعقب بخبرته كان يشرح لصاحب المعاملة كل المطلوبات والاوراق اللازمة والمحاذير التي يجب ان يتجنبها حتى لا يقع المراجع تحت طائلة النظام، مشيرا الى ان القرار الجريء الذي اتخذته ادارة الجوازات بمنع مراجعة المعقبين سيتضرر منه مئات المواطنين ممن كانوا يعملون في المهنة ويتخذونها مصدرا لأرزاقهم ولا يعرف احد اين يتجه هؤلاء.. كما ان مكاتب التعقيب المنتشرة في كافة انحاء جدة خصوصا في محيط مكاتب الجوازات هي الاخرى ستدفع ثمنا باهظا للقرار لا سيما انها تدفع اجورا لموظفيها وايجار مكاتبها ولابد للجهات المعنية البحث عن بدائل تمنع الضرر عن هذه المكاتب وتضمن حياة كريمة للعاملين فيها. خسائر مرتقبة الملاحظات ذاتها ساقها فوزي حكمي ليقول إن تطبيق قرار منع المعقبين سيتسبب في خسائر كثيرة للعاملين في هذا المجال ولكل المكاتب المنتشرة في المملكة كما ان اصحاب المؤسسات الكبيرة سيتضررون ايضا خاصة تلك التي توظف آلاف العمال والموظفين فكيف لها ان تصحح اوضاع عمالها وتنهي اجراءاتهم في السفر والتجديد والاضافات وتعديل الصلاحيات وخلافها.. يبدو ان كل الاطراف ستدفع ثمن القرار المانع للمعقبين بمراجعة دوائر الجوازات. وأضاف حكمي: مهنة التعقيب استمرت وتطورت عبر السنوات من امام ابواب الجوازات حتى عمت التجربة الفريدة كل الدوائر الحكومية والقرار ستكون له تأثيرات سلبية على المعقبين أنفسهم لكن جهات الاختصاص ستعمل على بحث بدائل موضوعية للقرار. وقت وجهد وزاد حكمي: مع ذلك فإن الربط الربط الإلكتروني داخل القطاعات الحكومية بما فيها الجوازات وغيرها من القطاعات هام للغاية ويجب على كل الاجهزة ان تعمل وفق هذا المنهج المتطور والسريع لتسهيل المعاملات اذ بات في الامكان بضغطة زر واحدة انهاء معاملة كانت تستغرق كما كبيرا من الجهد والوقت. ويستطيع اي مشترك حاليا ان يتولى الخدمات الخاصة بها بأمان وسهولة دون حاجة الى مغادرة مكتبه او بيته. تعقيب إلكتروني المعقب ماجد الجيزاني الذي تنقل اكثر من مرة بين عدة مكاتب تعقيب وانتهى به الحال في السنوات الاخيرة الى تأسيس وانشاء مكتب خاص مستفيدا من شبكة علاقاته مع زبائنه وعملائه يقول ان معظم المعاملات التي يقوم بها كانت داخل مبنى ومقر الجوازات واكتسب خبرة واسعة.. وقال انه وبقية زملائه في المكتب استقبلوا القرار بألم وأسى شديدين.. لكنه عاد واضاف ان مهنة التعقيب ستبقى وستتطور الخدمة طبقا للجانب الالكتروني وما يتناسب معه، مشيرا الى انه يخطط لانشاء شبكة للتعقيب الالكتروني وهو امر لا يتعارض اطلاقا مع القرار الجديد للجوازات.