الغريب جدا والمسيء فعلا والجارح عمقا أن تخرج تغريدات مكابرة مستكبرة عنصرية و(سنابات) سخيفة متتالية تقرر (دون دراسة ولا تثبت) أن الممارسات الفوضوية لبعض السياح الخليجيين في النمسا وبريطانيا وفرنسا والتشيك حدثت بعد أن أصبح كل من هب ودب قادرا على السفر لتلك الدول الأوربية البعيدة نسبيا!!، أي أن ثمة تصريحا (غبيا) لا تلميح فيه أن الفقراء ومحدودي الدخل هم سبب كل فوضى وتخلف يمارسه الخليجيون!، وهذا وربي ظلم وافتراء فالأمر قديم والسلوك مرتبط برصيد الوعي لا برصيد الحساب وبالمقدرة على تحمل المسؤولية لا بالقدرة المالية وبحجم الغيرة على الأوطان لا بحجم الأرصدة. فوضى سياحية مسيئة جدا مارسها سياح خليجيون في النمساوالتشيك وفرنسا وبريطانيا وتحديدا في مدن زيلامسي وتبليسيا وباريس ولندن بتخريب الحدائق العامة وشقاوة الأطفال ونصب القدور وقواعد (القدو) أو الشيشة تحت برج إيفل الباريسي الشهير، استدعت سلطات تلك الدول للتفكير في إجراءات تحد من منح التأشيرات للسياح الخليجيين بل إن الشعوب نفسها تذمرت علنيا عبر مسيرة نظمها سكان المنتجع الصحي في التشيك (تبليسيا) تقول (اطردوا العربان من مدينة تبليسيا). بالمناسبة تلك الفوضى ليست جديدة!، وشهدتها ذات الدول والمدن منذ مدة، لكن الجديد هي وسائل التواصل الاجتماعي للشعوب التي نشرتها أكثر وفضحت المستور على مستوى الممارسات السلبية العامة، بينما كان إعلام تلك الدول منشغلا بفضائح خاصة أكبر لقمة. لكن الأغرب والأحقر من تلك الممارسات هو نسبها للسياح مستوري الحال ومحدودي الدخل، الذين يسافرون من حر مالهم وجمع قرشهم للتمتع الحلال مثل غيرهم، والقول بأن قدرتهم على الوصول لمواقع سياحة الطبقة المخملية نفش المخمل!، ونقول على رسلكم، وبعيدا عن التقسيمات، فإن المواطن الفقير الكادح، العربي عموما، أثبت ولاء للوطن أكبر وإيثارا وحياء وغيرة وطنية أكثر من كثير من أثرياء العرب والأحداث العربية الأخيرة أثبتت ذلك وكانت محكا. وبالمناسبة أيضا فإن الدول الأوربية الأقرب والأيسر وصولا، مثل تركيا أو تلك الأرخص معيشة، مثل ماليزيا وإندونيسيا، والتي يقصدها الغالبية محدودة الدخل التي لا تقبل إهانة ولا فرض نزع نقاب أو تمييزا دينيا، لم تحدث فيها تلك الفوضى!، فللأمر علاقة بالتربية والكرامة وعزة النفس ودرجة تحمل المسؤولية!.