بحثا عن علاج لمرضاهم، يضطر أهالي هجرتي سميرة والهديدة للركض على الطرق غير المعبدة، ما يشكل عبئا كبيرا على المرضى قبل ذويهم، فيما تتلاشى إشارة الجوال شيئا فشيئا، ما يعني انقطاعهم عن العالم، ما اضطر بعضهم إلى هجرة بيته الذي دفع فيه مئات الآلاف لإنشائه، في رحلة بحث شاقة عن ظروف معيشية أفضل. ولا تتوقف معاناة أهالي سميرة والهديدة عند هذا الحد، حيث يشكون من نقص المياه خاصة أوقات الصيف، فيما يطالب المواطنون بتوفير الخدمات الأساسية أسوة بباقي الهجر والقرى والمدن والمحافظات في المنطقة. في البدء تحدث ل«عكاظ» عدد من المواطنين معبرين عن معاناتهم، إذ أوضح المواطن عايض جبر السهلي من سكان هجرة سميرة أن هناك نقصا في الخدمات بالهجرة إضافة إلى هجرة الهديدة القريبة من سميرة، مضيفا: إن الهجرتين وعلى الرغم من كثافة السكان بهما إلا أنهما محرومتان تماما من مركز للرعاية الصحية الأولية، فالمواطنون يعانون الكثير حين مرض أحدهم وخصوصا كبار السن أو الأطفال ويضطرون بالذهاب بمرضاهم إذا كان مرضه شديدا لمنطقة المدينةالمنورة 150 كم ذهابا ومثلها إيابا، خصوصا إذا كان المركز الصحي للرعاية الصحية الأولية في اليتمة مغلقا. وأضاف السهلي شيئا من المعانة عبر هذه المسافة الطويلة بقوله: يتعرض الكثير من المرضى خلال هذه المسافة غير القصيرة إلى معاناة كبيرة مع الطريق السريع لحين الوصول لأحد مستشفيات المدينةالمنورة، وهذه مسافة طويلة تحتاج إعادة نظر في فتح مركز صحي لنا كي يريحنا من هذه المعاناة شبة اليومية، مؤكدا أن معظم السكان محدودو الدخل ولا يملكون وسيلة نقل تنقل المرضى وليس هناك بديل سوى تحمل الأوجاع لحين توفر وسيلة نقل لمركز صحي اليتمة نهارا. يشاطره الرأي المواطن حرير حبشي الحربي من سكان هجرتي الهديدة وسميرة، حيث يروي فصلا آخر من معاناة الهجرة قائلا: تعاني هذه القرية من شح المياه الصالحة للشرب بسبب جفاف الآبار الارتوازية بالمنطقة فأصبح كل مواطن بالقرية يتكبد المشاق من أجل الحصول على الماء ليروي عطش أهل بيته والبعض لا يملك المال الكافي لشراء صهريج صغير جدا من أجل تعبئة الخزان الخاص الذي بمنزله والذي لا يكفيه ليوم واحد خصوصا في الأيام شديدة الحرارة ونتمنى أن تجد قضية المياه صدى لدى المسؤولين في المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينةالمنورة الذين يحرصون على راحة المواطن في كل مكان بالمدينةالمنورة، فالماء عصب الحياة كما هو معروف ولا غنى عنه. فيما أشار المواطن لافي السهلي إلى أن تغطية شبكات الجوال بأنواعها ضعيفة في هجرتي الهدية وسميرة، ومن يرغب في الاتصال فعليه البحث عن منطقة أو مسافة بعيدة عن الهجرة كي يستطيع الحصول على اتصال جيد دون انقطاع. ويعرج السهلي على مشكلة أخرى تتمثل في الطريق الواصل لهجرة الهديدة وأيضا شوارع سميرة غير المعبدة والتي يتطاير منها الغبار بمجرد مرور المركبات عليها. في المقابل، أوضح وكيل أمانة المدينةالمنورة المساعد للخدمات المهندس يحيى سيف أن هجرة هديدة وغيرها من الهجر الأخرى تخضع لاهتمام أمانة المدينة وضمن استراتيجيتها التي تهدف الوصول للهجرة وتقديم كافة الخدمات المطلوبة، مضيفا أن مطالب المواطنين ضمن اهتمام أمين المدينةالمنورة وسوف تحصل على الخدمات الأساسية تباعا وحسب الخطة الموضوعة لذلك.