في الطريق إلى قرية الزرب من الهجرة السريع، 80 كلم شمال المدينةالمنورة تنقطع بك السبل على امتداد أكثر من 20 كم، حيث تصبح شبكة الجوال صفرا، فلا مجال أمامك سوى الانتظار إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، ليست هذه المشكلة الوحيدة -والحديث لبعض أهالي القرية- فمازال سكان القرية يبحثون عن قطرة ماء لتروي عطش الأبناء والعائلات، مؤكدين أن جفاف الآبار الارتوازية ضاعف حاجتهم للمياه، كما أن الحصة التي حددتها مياه المدينة ب20 ردا لم تعد كافية، مطالبين الجهات المعنية بالنظر لاحتياجات ومطالبات السكان من الخدمات الأساسية التي تضمن الحد الأدنى لمعيشة لائقة. وأثناء جولة «عكاظ» بالقرية التقت بالمواطن مطيع السهلي، حيث قال: إن القرية على الرغم من عدد سكانها إلا أنها محرومة تماما من مركز للرعاية الصحية الأولية، فأهل القرية يعانون الكثير حين قرب ولادة إحدى النساء بالقرية أو مرض كبار السن أو الاطفال ويضطرون للسفر بهم إلى منطقة المدينةالمنورة 150 كم ذهابا وإيابا أو أقرب مركز صحي للرعاية الصحية الأولية في اليتمة 35 كم عن القرية، ما يعرض الكثير من النساء والأطفال وكبار السن خلال هذه المسافة إلى تكبد معاناة كبيرة مع الطريق لحين الوصول إلى أقرب مركز صحي. ويضيف السهلي: وإذا عرفنا ان مركز صحي «اليتمة» يغلق بعد انتهاء الدوام الرسمي فإن ذلك يستدعي أن ينقل الأهالي مرضاهم إلى المدينةالمنورة 150 كلم ذهابا وإيابا، وهي مسافة طويلة تحتاج إلى إعادة نظر، مع ضرورة استحداث مركز صحي بالقرية حتى ولو كان الطريق غير معبد ويتطاير منه الغبار، مشيرا إلى أن معظم سكان القرية محدودو الدخل ولا يملكون وسيلة نقل تنقل المريض فيضطرون إلى الاستعانة بصديق ولكن ليس كل مرة يجدون من ينقل مرضاهم لانشغال البعض بمرضاه أو أعماله خارج القرية، وليس هناك بديل سوى تحمل الأوجاع لحين توفر وسيلة نقل لمركز صحي اليتمة. من جانبه يقول عايض بن عميش السهلي، إن هذه القرية تعاني من شح المياه الصالحة للشرب بسبب جفاف الآبار الارتوازية بالمنطقة فأصبح كل مواطن بالقرية يتكبد المشاق من أجل الحصول على قليل من الماء يروي بها عطش أهل بيته والبعض لا يملك المال الكافي لشراء صهريج صغير جدا من أجل تعبئة الخزان الخاص الذي يعلو منزله والذي لا يكفيه ليوم واحد خصوصا في مثل هذه الأيام الشديدة الحرارة وقرب حلول شهر رمضان المبارك والتي تستدعي استهلاك كميات كبيرة من المياه، ونتمنى أن تجد قضية المياه صدى لدى المسؤولين في المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينةالمنورة. ويبين السهلي أن القرية ينقصها مركز للدفاع المدني لوجود عدد من المزارع الكبيرة بالقرية وقد احترقت تلك المزارع قبل وصول الدفاع المدني من اليتمة، فيما أكمل حديثه المواطن عوض ضيف الله السهلي قائلا: إن الطريق المؤدي إلى قرية الزرب لا يوجد به اتصال لمدة 20 كيلومترا ما يعرض الأهالي للخطر في حال تعطل مركباتهم. أما رجاء بن مطيع السهلي من قرية الزرب فيؤكد عن قضية نقل الطلاب والطالبات إلى المدارس والتي تعتبر هما يوميا يواجه الأسر التي تسكن في الهجرة إلا أن الفتيات هن الأكثر تضررا من القضية نظرا لاعتماد الطلاب على أنفسهم منذ الصغر حيث لا مانع من ذهابهم بسيارات يقودونها للوصول للمدارس أما الفتيات فيتم إركابهن كل صباح «الباص المدرسي» عبارة عن سيارة من نوع «وانيت بكب» او «مكرو باص» خصص الصندوق لركوبهن كل صباح والعودة ظهرا، مشيرا إلى أن الفتيات يذهبن عبر مركبة لليتمة وهي أقرب مكان توجد به مدارس للطلاب والطالبات في المرحلة المتوسطة والثانوية ويقع أقرب منزل من منازل القرية حوالي 40 كيلومترا في الرحلة اليومية من بيوت الطالبات إلى المدرسة والعكس. من جانبه أوضح ل«عكاظ» مدير عام المياه بمنطقة المدينةالمنورة المهندس صالح بن عبدالعزيز جبلاوي أنه سيتم إيصال شبكة المياه إلى قرية النقيعة القريبة من قرية الزرب وذلك ضمن المشاريع المستقبلية وحسب الأولويات وتوفر الاعتمادات المالية اللازمة. وقال جبلاوي إنه يتم سقيا قرية النقيعة ويستفيد منها قرية الزرب بالسقيا المجانية بواسطة مقاول المديرية بمعدل 20 ردا شهريا.