وأنت في طريقك إلى قرية النقيعة تزفك موجة كثيفة من الغبار المتصاعد في الطريق الترابي، وتواصل سيرك وعند إطلالة بيوت القرية تلتقي بعدد من الأهالي الذين يؤكدون أن القرية في حاجة إلى حزمة من الخدمات، منها إيجاد مركز صحي وسفلتة الشوارع، وإيصال شبكة المياه المحلاة وتدشين مركز للدفاع المدني، خاصة أن القرية بها الكثير من المزارع وأن سيارات الدفاع المدني حينما تصل من قرية اليتمة لمباشرة حادث حريق تكون النيران التهمت بساتين النخيل. وأجمع الأهالي أن النقص الحاد في مياه الشرب والخدمات الصحية والشوارع التي تنفث الغبار لصدور السكان تشكل المشهد الرئيس لأهالي النقيعة التي تبعد عن منطقة المدينةالمنورة نحو 75 كيلو متر بمحاذاة طريق الهجرة السريع. «عكاظ» تجولت في هذه القرية واستمعت إلى الأهالي ومطالبهم الكثيرة. في بداية الجولة التقينا بالمواطن علي منور السهلي احد سكان قرية النقيعة حيث قال: إن القرية على الرغم من كثرة سكانها الى انها محرومة تماما من المركز الصحي فأهل القرية يعانون الكثير حينما يحين موعد ولادة إحدى النسوة بالقرية ويضطرون في حينة الذهاب بها إلى المدينةالمنورة 75 كلم أو إلى أقرب مركز صحي للرعاية الصحية الأولية في اليتمة 35 كلم عن القرية. وبالطبع يتعرض كثير من النساء والأطفال وكبار السن خلال هذه المسافة إلى معاناة كبيرة مع الطريق لحين الوصول الى أقرب مركز صحي وإذا عرفنا ان مركز صحي «اليتمة» يقفل دوامه فسيضطر من ينقل المريض الى الذهاب الى منطقة المدينةالمنورة 150 كلم ذهابا وإيابا. مضيفا السهلي في هذا الصدد: إن بعض سكان القرية من محدودي الدخل ولا يملكون وسيلة نقل تنقل المريض فيضطرون الى الاستعانة بصديق ولكن ليس كل مرة يجدون من ينقل مرضاهم. ويلح السهلي على الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة سرعة توفير مركز صحي للقرية وأن يتم استحداثه قريبا خدمة لأهل القرية الذين هم في أمس الحاجة للخدمات الصحية لبعد القرية عن الخدمات الصحية. ويتطرق علي السهلي الى موضوع آخر وهو أن المنطقة الموجودة بها مدرسة البنات الابتدائية وابتدائية البنين يغطيها غبار كثيف وخصوصا مع هبوب الرياح ومن المعروف أن الغبار المتطاير من تلك المنطقة يضر القرية بأكملها اضافة الى طلاب وطالبات المدرسة والمعلمين والمعلمات يعانون في الذهاب والعودة إلى المدارس، ولا بد من تعبيد الطريق. من جانبه يقول لافي صويدر السهلي أحد مسني القرية: ان هذه القرية لا تبعد كثيرا عن طريق الهجرة السريع وتشتهر بالزراعة منذ القدم وقد توسعت بشكل كبير عن ذي قبل فأصبحت بحاجة ماسة لعدد من الخدمات الضرورية التي لا تستغني عنها أية قرية في وطننا الحبيب. فالقرية تعاني من شح المياه الصالحة للشرب بسبب جفاف الآبار الارتوازية بالمنطقة فأصبح كل مواطن بالقرية يتكبد المشاق من أجل الحصول على قليل من الماء يروي به عطش أهل بيته والبعض لا يملك المال الكافي لشراء صهريج صغير جدا من أجل تعبئة الخزان الخاص بالبيت الذي لا يكفيه ليوم واحد خصوصا في مثل هذه الأيام الشديدة الحرارة التي تستدعي استهلاك كميات كبيرة من المياه ونتمنى أن تجد قضية المياه صدى لدى المسؤولين في المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينةالمنورة. من جانبه أوضح صويدر السهلي أن القرية ينقصها مركز للدفاع المدني لوجود عدد من المنازل ومزارع كبيرة بالقرية وقد احترقت تلك المنازل والمزارع قبل وصول الدفاع المدني من اليتمة على الطريق السريع لأنها أقرب مكان موجود به مركز للدفاع المدني. كما ان القرية تعاني من نقص المركز الصحي الذي هو عصب الحياة اليوم وتنبني عليه حياة أو موت بعد الله تعالى فوجود المركز الصحي يعني الكثير للسكان الذين يعانون قلة ذات اليد كي يذهبوا للمراكز الصحية سواء في اليتمة أو منطقة المدينةالمنورة ولو وجد مركز صحي لأراح السكان من عناء التنقل كل يوم من وإلى القرية. ويشير سعيد طالع الحربي من سكان قرية النقيعة إلى أن الطريق المؤدي الى القرية يوجد به العديد من الإبل السائبة التي تسبب الحوادث وخصوصا في الليل كما يخلو الطريق من أدنى مقومات السلامة كما ان الطريق غير مغطى بدوريات أمن الطرق الذي لا يبعد كثيرا عن طريق الهجرة السريع. مضيفا الحربي: إن قرية العشيرة بحاجة ماسة إلى ثانوية للبنين وأخرى للبنات لأن خريجي المتوسطة أعدادهم تكفي لفتح ثانوية للبنين وأخرى للبنات لأن البعض يضطر إلى فصل ابنه أو ابنته من الدراسة لأن أقرب ثانوية للقرية تبعد كثيرا عنها حوالي 35 كلم في اليتمة. وأضاف أن بعض سكان القرية لا يملكون وسيلة نقل لأولادهم لكي يذهبوا إلى تلك الثانويات البعيدة عن القرية التي تتطلب وجود نقل خاص لا يستطيع معه بعض سكان القرية توفير قيمة النقل فيضطرون الى بقاء أولادهم الى جوارهم في المنازل. ويطالب الحربي بأن يتم فتح المدارس المشار إليها في أسرع وقت ممكن. خطط مدروسة أوضح المهندس يحيى سيف مساعد وكيل أمانة المدينة للخدمات أن قرية النقيعة تحظى باهتمام أمانة المدينة مثلها مثل القرى الأخرى والخدمات سوف تصلها وفق الخطة الاستراتيجية للأمانة قريبا إن شاء الله. وأضاف أن الأمانة تعمل وفق خطط مدروسة مع الجهات ذات العلاقة لتوفير الخدمات لأهالي القرية.