تتلاشى إشارة الجوال شيئا فشيئا في طريقك إلى هجرتي سميرة والهديدة من طريق الهجرة بالناحية الغربية لليتمة، إلى أن تنقطع تماما، ولا يتوقف الأمر عند ذلك فمعاناة السكان الذين يبعدون عن المدينة أقل من 90 كلم يمين طريق الهجرة مستمرة، فمازالت الطرق غير المعبدة ترهق الأهالي وتتسبب في تهالك مركباتهم بالإضافة إلى نقص المياه خاصة أوقات الصيف، فيما يطالب المواطنون بتوفير الخدمات للهجرتين في أسرع وقت ممكن حتى لا يضطروا إلى هجرة منازلهم بحثا عن الخدمات المفقودة. وتحدث ل«عكاظ» لدى جولتها في الهجرتين عدد من المواطنين معبرين عن معاناتهم، إذ أوضح المواطن عايض جبر السهلي من سكان هجرة سميرة: أن هناك نقصا في الخدمات بالهجرة إضافة إلى هجرة الهديدة القريبة من سميرة، مضيفا: إن هجرته وعلى الرغم من كثافة السكان بها وهجرة سميرة إلا أنهما محرومتان تماما من مركز للرعاية الصحية الأولية، فالمواطنون يعانون الكثير حين مرض أحدهم وخصوصا كبار السن أو الأطفال ويضطرون بالذهاب بمرضاهم إذا كان مرضه شديديا لمنطقة المدينةالمنورة 150 كم ذهابا ومثلها، خصوصا إذا كان مركز صحي الرعاية الصحية الأولية في اليتمة مغلقا. وأضاف السهلي شيئا من المعانة عبر هذه المسافة الطويلة بقوله: يتعرض الكثير من المرضى خلال هذه المسافة إلى معاناة كبيرة مع الطريق لحين الوصول لأحد مستشفيات المدينةالمنورة وهذه مسافة طويلة تحتاج إعادة نظر في فتح مركز صحي لنا كي يريحنا من هذه المعاناة الشبه يومية، مؤكدا أن معظم السكان محدودو الدخل ولا يملكون وسيلة نقل تنقل المريض وليس هناك بديل سوى تحمل الأوجاع لحين توفر وسيلة نقل لمركز صحي اليتمة نهارا. يشاطره الرأي المواطن حيري حبشي الحربي من سكان هجرة الهديدة وسميرة، حيث يروي فصلا آخر من معاناة الهجرة قائلا: تعاني هذه القرية من شح المياه الصالحة للشرب بسبب جفاف الآبار الارتوازية بالمنطقة فأصبح كل مواطن بالقرية يتكبد المشاق من أجل الحصول على الماء ليروي عطش أهل بيته والبعض لا يملك المال الكافي لشراء صهريج صغير جدا من أجل تعبئة الخزان الخاص بمنزله والذي لا يكفيه ليوم واحد خصوصا في مثل هذه الأيام الشديدة الحرارة ويتفاقم الوضع في شهر رمضان المبارك والتي يستدعي كما هو معروف استهلاك كميات كبيرة من المياه، ونتمنى أن تجد قضية المياه صدى لدى المسؤولين في المديرية العامة للمياه بمنطقة المدينةالمنورة الذين يحرصون على راحة المواطن في كل مكان بالمدينةالمنورة والماء عصب الحياة كما هو معروف ولا غنى عنه. فيما أشار المواطن لافي السهلي إلى أن تغطية شبكات الجوال بأنواعها ضعيفة في هجرة الهديدة وسميرة، حيث يعاني الأهالي من ذلك منذ زمن بعيد، ومن يرغب في الاتصال فعليه البحث عن منطقة أو مسافة بعيدة عن الهجرة كي يستطيع الحصول على اتصال جيد دون انقطاع. ويعرج السهلي على مشكلة أخرى تتمثل في الطريق الواصل لهجرة الهديدة وأيضا شوارع سميرة غير معبدة والغبار يتطاير منها بمجرد مرور المركبات عليها، أيضا ليس هناك حاويات كافية للنفايات التي تتكدس في وقت وجيز جدا نظر لاتساع الهجرة وتأخر رفع النفايات ما يسبب تكاثر الذباب عليها مطالبا برفع النفايات في وقت الصباح الباكر. في المقابل أوضح وكيل أمانة المدينةالمنورة المساعد للخدمات المهندس يحيى سيف أن هجرة هديدة وغيرها من الهجر الأخرى تخضع لاهتمام أمانة المدينة وضمن استراتيجيتها التي تهدف الوصول للهجرة وتقديم كافة الخدمات المطلوبة، مضيفا، أن مطالب المواطنين ضمن اهتمام أمين المدينةالمنورة وسوف تحصل على الخدمات الأساسية تباعا وحسب الخطة الموضوعة لذلك.