تمتلك قرية اليتمة موقعا استراتيجيا على طريق الهجرة المدينةالمنورةمكةالمكرمة، وتقع القرية الوادعة والبلدات التي تتبعها جنوبي المدينةالمنورة ب 75 كيلو مترا، ورغم موقعها الاستراتيجي إلا أنها تعاني نقصا حادا في الخدمات فضلا عن أن العوز أنهك سكانها في ظل اعتماد السكان على بعض الأعمال التجارية البسيطة والزراعة والرعي، إذ أن هناك نسبة كبيرة منهم يعيشون في أوضاع مادية واجتماعية صعبة وكثير من أبناء المنطقة ارتحلوا إلى المدينةالمنورة القريبة تاركين قريتهم التى تنتظر العديد من الخدمات. في هذا السياق أوضح عبدالرحمن السهلي أن قرية اليتمة تعتبر سلة غذاء نظرا للمزارع الكبيرة في أنحائها، كما أن وادي النقيع الشهير يمر بقرى اليتمة وهي عبارة عن أرض خصبة تتلاقى فيها الأودية والشعاب وقال تظل مشكلة التسويق أبرز هموم المزارعين في المنطقة ونتمنى أن يهتم مدير الزراعة في منطقة المدينةالمنورة بهموم مزارعي اليتمة وإيجاد وسائل عملية لتسويق منتجاتهم. ورغم أن اليتمة تعتبر سلة للغذاء غير أن هناك قرى تابعة لها تعاني من الجفاف لوقوعها بين تضاريس الجبال، إذ أن هناك من يعيش في هذه الصحراء القاحلة وسط حرارة الطقس وليس هناك ما يغري بالسكن هناك، فالمياه غير متوفرة بين هذه الجبال ولا توجد مزارع فضلا عن الوحوش الكاسرة والزواحف السامة ولهذا تجدهم يعتمدون في معيشتهم على المواشي وما تقدمه لهم الجمعية الخيرية من دقيق وأرز وخلافه من مواد غذائية. ويشير تركي السهلي أحد أعيان قرية اليتمة، والذى رافق «عكاظ» خلال الجولة أن القرية بحاجة ماسة إلى العديد من الخدمات منها تحسين مستوى المركز الصحي، ودعم الخدمات البلدية بالإضافة إلى أن معظم طلاب وطالبات اليتمة يقطعون مسافة 150 كيلو مترا للدراسة في جامعة طيبة، حيث لا تتوفر كلية في المنطقة ودائما فإن هاجس الأهالي يتمثل في الخوف على أبنائهم من الطريق، وقال إن المنطقة تحتاج إلى حل مشكلة المياه وإنشاء خزان يزود الأهالي بالمياه، حيث إن معظم أهالي القرى يعتمدون على الآبار أو صهاريج المياه، ودعا السهلي مديرية الزراعة لإنشاء مركز بيطري في القرية خاصة وأن كثيرا من السكان يعملون في تربية المواشى. وخلال الجولة وجدنا كثيرا من الأهالي في القرى يعيشون في مساكن بدائية مكونة من الصفيح، ويقول السهلي إن كثيرا من الأهالي في وضع مادي صعب ويعتمدون بشكل كبير على الهبات والمساعدات ويضيف أن هناك حاجة هامة لإنشاء سد وإزلة العقوم الترابية لحماية القرى من السيول بعد الكارثة التى حدثت قبل عدة سنوات وراح ضحيتها عدد من أبناء المنطقة، فضلا عن الحاجة إلى سفلتة طرقها وإصلاح الطريق الزراعي الذي يربط قرى ومزارع اليتمة وتوسعته وإيجاد فرص وظيفية لشبابها في خط التابلاين، الذي يربط المنطقة الشرقية من الجبيل حتى ينبع والذي لا يبعد عن اليتمة سوى 50 كيلو مترا فقط، خاصة أن لدى شبابها الرغبة في العمل وقد تدربوا على قيادة السيارات الكبيرة والشاحنات، وحمايتهم من العمالة السائبة التي تنتشر في أماكن متفرقة من اليتمة بعيدا عن أنظار الجوازات. ويشير تقرير إحصائي ميداني للجمعية الخيرية في اليتمة التي تقدم مساعداتها للأهالي إلى أن عدد المحتاجين يبلغ نحو 700 أسرة في 30 قرية وهجرة تشملها خدمات الجمعية الخيرية عدا التجمعات السكانية الصغيرة التي تتوزع على رقعة تتنوع فيها التضاريس بين الصحراوية والجبلية والزراعية خاصة مناطق الحرة شرقي اليتمة وهي منطقة كبيرة يقطنها كثير من البدو في بيوت من الخيام والصفيح وسط منطقة جبلية من جهاتها الأربع تتخللها مزارع ومساحات للرعي وطرقها صحراوية وعرة، حيث تجد الجمعية الخيرية صعوبة في الوصول إليها لإيصال مساعداتها للمحتاجين.