قال الأستاذ محمد صلاح الدين للدكتور غازي القصيبي، وكلاهما قد أصبحا في ذمة الله : إن الخياط من المعجبين بالشاعر العربي الكبير أبي الطيب المتنبي، فزاد ذلك من التقارب الروحي بيني وبين الدكتور القصيبي، وأهديت إليه كتابي بعنوان (جواهر المتنبي)، فهاتفني وقال بنبرات ممزوجة بالفرح : الآن دخلت معنا مجلس المتنبي. تذكرت ذلك عند قراءتي مقالا متميزا للأستاذ عبدالله الجعيثن بجريدة «الرياض»، أورد فيه قصيدة مالك بن الريب الشاعر التميمي الكبير. فقلت لنفسي إن الأستاذ الجعيثن وضع في صحيفة الرياض أنفاسا من الماضي حين كانت صحفنا تعطي اهتماما كبيرا للشعر الفصيح. وبما أن القصيدة من عيون التراث العربي فقد وجدت أن الأستاذ الجعيثن قد أوردها مبتسرة، وأردت إكمال هذا الجهد الممتاز بإيراد الأبيات الناقصة في الجريدة عسى جيلنا النابت يعطي شيئا من وقته للشعر الأصيل الذي قال عنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «عليكم بالشعر فإنه ديوان العرب». وقال : «ليس عند العرب (في الجاهلية) من علم أفضل من الشعر»، أو كما قال رضي الله عنه. والأبيات التي لم تنشرها الرياض في 28/3/1436ه لمالك بن الريب هي: وأصبحت في أرض الأعادي بعيد ما أراني عن أرض الأعادي قاصيا دعاني الهوى من أهل أود وصحبتي بذي الطبسين فالتفت ورائيا أجبت الهوى لما دعاني بزفرة تقنعت منها أن ألام ردائيا أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا جزى الله عمرا خير ما كان جازيا إن الله يرجعني من الغزو لا أرى وإن قل مالي طالبا ما ورائيا لعمري لئن غالت خراسان لا أعد إليها، وإن منيتموني الأمانيا فلله دري يوم أترك طائعا بنى بأعلى الرقمتين وماليا ودر الظباء السانحات غشية يخبرن أني هالك من ورائيا ودر كبيري اللذين كلاهما علي شفيق ناصح لو نهانيا ودر الرجال الشاهدين تفتكي بأمري ألا يقصروا من وثاقيا ودر الهوى من حيث يدعو صحابه ودر لجاجاتي ودر انتهائيا ولا تنسيا عهدي خليلي بعدما تقطع أوصالي وتبلى عظاميا ولن يعدم الوالون بثا يصيبهم ولن يعدم الميراث مني المواليا وعطل قلوصي في الركاب فإنها ستفلق أكبادا وتبكي بواكيا وأبصرت نار المازنيات موهنا بعلياء يثني دونها الطرف رانيا بعودي النجوج أضاء وقودها مها في ظلال السدر حورا جوازيا وبالرمل منا نسوة لو شهدنني بكين وفدين الطبيب المداويا. السطر الأخير : إن من الشعر لحكمة.