كم هو رائع وجميل أن يكون الحوار بين الكتاب بالمستوى الذي عقب به صديقي الحبيب الشيخ صالح عبد الله كامل على ما كتبته من رأي ناشدت فيه الصديق العزيز كتابة مذكراته فيما تنشره لسعادته صحيفة «مكة» على أمل أن يستفيد منها الجيل النابت ، وأن يدع الحديث عن الأمور الدينية لسواه من الذين لا يقلون عنه دراية وعلما. جميل ورائع أسلوب الحوار الذي كتبه صديقي العزيز الشيخ صالح كامل ونشرته صحيفة «مكة» بتاريخ 22/7/1436ه تعقيبا على ما نشرته لي عكاظ بتاريخ 17/7/1436ه تحت عنوان «مع الشيخ صالح كامل» . فكم هو جميل أن يلتزم الكتاب الموضوعية في الحوار. وكم هو جميل أن ينصب التعقيب على الموضوع الذي هو بصدد التعقيب عليه . والواقع أنني معجب بالأسلوب الذي تناوله الصديق الكريم الشيخ صالح كامل ما دعوته إليه فيما كتبت بالحرف: إن الشيخ صالح كامل بدلا من أن يكتب في مقالته الاسبوعية في جريدة «مكة» قصص نجاحه أو تجاربه الكثيرة أو حتى إخفاقاته إذ به يركز على الدعوة إلى الله، وهذا أمر مطلوب من الجميع لكن هناك غيره من يمكن أن يقوم بهذا العمل». والذي لا ريب فيه أن تفنيد أو بالأصح مرئيات عزيزي الحبيب الشيخ صالح وجيهة، لكن مع وجاهتها لا يمنع أن أعود لمطالبة سعادته بالكتابة لا عن النجاح أو الإخفاق، وإنما عن المراحل التي عبرها بالجهد والمثابرة ليخلف أعمالا ونجاحات في مجالات شتى قل نظيره، كما خلف أولاده الذين يحق أن يفخر بهم، إذ جاء فيما كتب سعادته : «إذ كم أحمد الله الذي أقر عيني بأولادي وكم يسعدني أنهم على النهج سائرون». وإني إذ أهنىء عزيزي الحبيب الشيخ صالح بما خلف من أعمال ورجال أفذاذ فإني في الوقت نفسه أشيد بما يقدمه من عون للفقراء واليتامى والمساكين ليس في جدة أو مكةالمكرمة، وإنما حتى في المدن الصغيرة كينبع فقد كنت ذات مساء أسير في شوارع ينبع البحر مع الأستاذ أحمد مغربي ريثما يحين موعد اجتماع مجلس الغرفة التجارية الصناعية بينبع والتي كنا من أعضائها .. وعند مرورنا بوسط المدينة التي تقوم عليها أكواخ من التنك والكرتون قال لي الأستاذ أحمد : إن هؤلاء ومثلهم من سكان البحر يعيشون على المخصصات التي تصلهم من الشيخ صالح كامل . وأن سعادته يتابع استلام المستحقين لها شخصيا، مثلما يتابع حالات أصدقائه إن غابوا عن عينيه. أما قوله : «إني رائد من رواد الرعيل الصحفي الأول، في الوقت الذي كان وأترابه طلبة في المدرسة» .، ومع أني لا أخالفه القول إلا أنه سعد بمواصلة الدراسة بينما شقيت بالكبد من صغري وأنا بذلك سعيد، كما إني أذكر سعادته أن فارق السن بيني وبين سعادته عام واحد وثلاثة أشهر فقط لاغير، كما هو أكبر مقاماً، أمد الله في عمره وزاده توفيقا ونجاحا. السطر الأخير : أخاك أخاك إن من لا أخا له كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح.