انطلقت في الدوحة، أمس، أعمال مهرجان (كتارا) للرواية العربية تحت عنوان (الرواية ووعي الكتابة التجريبية)، وأجمع نقاد وروائيون مشاركون أن الرواية العربية لم تخل من انحرافات وشوائب في ظل جرأة التناول والتجريب طيلة العشرة الأعوام الماضية. من جانبه، أكد الناقد والأكاديمي الدكتور معجب العدواني في ورقته (الرواية وآفاق التجريب السردي) على الجانب الكوني للرواية على اعتبارها جزءا من المنظومة الكونية، والبيئة التي يمكن أن يقدم فيها الروائي ما يريد و ملامح التجريب السردي في الجنس الروائي العربي، لافتا إلى أهمية التجريب في الرواية بما يسهم به ليس في إنتاج ذاتها فحسب، بل في خلق النظريات النقدية المعاصرة، وهو ما حدث في الرواية الغربية، التي كان لها إسهام في خلق التنظير للتيارات النقدية المعاصرة، ولا يزال لها هذا الدور إلى وقتنا الحاضر. أما الروائي والناقد القطري الدكتور أحمد عبدالملك فأوضح أن (التجريب) محاولة بناء واقع جديد في المتخيل، وتضمين النص تقنيات جديدة تنفتح على اتساع رقعة الخيال، واكتشاف مناطق جديدة في اللغة لم تكن معروفة في القوالب التقليدية. من جانبه، لفت الناقد الدكتور سعيد يقطين علاقة الأدب بالتكنولوجيا إلى أن التجريب دائم ومتواصل كون السرد تجريبا لأدوات وتقنيات الكتابة لتتواءم مع العصر المعرفي.