في حي أبو مراغ (10 كيلو متر شمال العاصمة المقدسة)، مصائد موت تتنظر اللحظة المناسبة للانقضاض على فرائسها كما يقول السكان. يتحدث هداي العمري أن الأهالي يترقبون منذ عدة سنوات تلك المحطات الكهربائية التي تفتح ذراعيها وتنتظر التهام أول ضحية وسبق للأهالي أن تحدثوا أكثر من مرة مع شركة الكهرباء وحثها على إغلاق تلك المحطات القاتلة المكشوفة بلا طائل. وبحسب العمري فإن المخاطر تزداد ويقترب الموت أكثر في مواسم هطول المطر وجريان الصرف الصحي في كل أسبوع، ومازال الذئب يكشر عن أنيابه والكهرباء تفضل الصمت لحين حدوث شيء ما. أسلاك عارية في ذات الاتجاه، يمضي عبدالرحمن الغامدي (54 عاما) ويقول: إن عدة مصائد كهربائية تتربص بسكان الحي، وهي منتشرة في مواقع مختلفة أمام مرأى الجهات المختصة، ما يعني أن الحي الكثيف بالسكان ويحتضن عددا من المدارس سيستفيق يوما على كارثة ما لم تتحرك شركة الكهرباء وتتحمل مسؤوليتها الكاملة في إيقاف الخطر المرتقب، فالأهالي يعيشون في قلق بالغ لحين عودة صغارهم بسلام من مدارسهم وليس من المعقول أن تبقى مصادر كهربائية في غاية الخطورة مكشوفة الحال هكذا برغم أن فرق الصيانة في شركة الكهرباء تتجول يوميا في الحي. ويضيف الغامدي «أن السكان أخلوا مسؤوليتهم بإبلاغ الشركة .. وينتظرون ما تسفر عنه الأيام المقبلة، ولا تتوقف الإشكالية على المصائد ذات الصدور المكشوقة بل الانقطاع المتكرر للتيار عن منازل الحي بسبب صعقات القطط السائبة التي تدخل في عمق المصادر الكهربائية وكأنها تفدي السكان». إحكام الإغلاق من جهته، يشير الموظف المتقاعد حمدان الحربي (63 عاما) إلى محطة تغذية كهربائية مجاورة لمنزله ظلت مهشمة منذ عدة أشهر، وبقيت على حالها حتى اليوم مكشوفة الأسلاك تتربص بكل عابر طريق ويظل هو في قلق دائم على أطفاله واضطر إلى الاستغاثة بشركة الكهرباء التي تجاوزت الأمر وكأن الأمر لا يعنيها. وفي اتجاه مواز، وعد ل«عكاظ» مصدر مسؤول في شركة الكهرباء بإحكام إغلاق المحطات المكشوفة في وقت قريب حفاظا على سلامة سكان حي أبو مراغ.