غيب الموت فضيلة العلامة الدكتور عبدالسلام الهراس أحد رجالات العلم والدعوة البارزين في عالمنا الإسلامي وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي والمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. اشتغل -رحمه الله- أستاذا جامعيا بكلية الشريعة بفاس، ويعد من أبرز المفكرين في الحقل الدعوي والوعظ والإرشاد.. يوصف بالأستاذ الموجه للأجيال في المغرب العربي وأفريقيا، تبنى منهج الوسطية والاعتدال منهجا يسلك به الأعمال الدينية. أسس العمل الإسلامي وفق قانون منظم يقوم على الحوار الهادف البناء بعيدا عن التعصب المذهبي والفكري، فالميزان الاعتدالي في حواراته هو ميزان الوسطية التي جاءت به مصادر التشريع الإسلامي وتفعيل القول والتطبيق لسماحة هدي النبي صلى الله عليه وسلم. يعد من رواد العمل الأكاديمي والتكوين العلمي اعتدالا ووسطيا وتأنيا واتزانا، وثق صلاته بأعلام علماء المملكة وكان قريبا من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء، وأدرك ولمس سماحته فيه التضلع في المجال الدعوي والصراحة في القول. أحبه الشيخ ابن باز ودائم الاستشارة له كونه على احتكاك بأقطاب الدعاة والواعظين في العالم الغربي والأوروبي كفرنسا وإيطاليا والنمسا.. ظل طوال حياته محافظا على مواقفه البناءة في الاهتمام بشباب العالم الإسلامي، ويعتبر المملكة بلده الثاني. عرفه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- وعينه عضوا في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية. أحب بلاد الحرمين الشريفين وتوثقت صلاته بالعلماء الأعلام فيها. من إسهاماته تأسيسه لتجارب مدارس ومراكز دعوية إصلاحية ذات أبعاد تنويرية بعيدة عن التزمت والانغلاق. يدعو دائما إلى الرحابة الفكرية. متميز في المجال العلمي الدعوي، واضح الاهتمام بالنظريات التطويرية لتلقي التعليم التربوي. تشيد به الأوساط الإسلامية كونه قدم الخدمات الجليلة للعلم والتعليم العالي في الدراسات العليا ذات التخصص في الدراسات الإسلامية، فهو بحق مدرسة خرجت الأجيال في الفكر والدعوة -رحمه الله- ورحم هذه الثلة المباركة من علماء العالم الإسلامي، والعزاء موصول لابن الفقيد الأستاذ بلال ولمحبيه في العالم. (*) أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة الخبير بمجمع الفقه الدولي