نوّه مسؤولون ومديرو جامعات باستضافة الجامعة الإسلامية لمحاضرة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة حول «منهج الاعتدال السعودي» والمقرّر إقامتها مساء غدٍ الثلاثاء بقاعة الملك سعود بالجامعة، وتتضمن حواراً مفتوحاً مع سموّ الأمير خالد الفيصل، دُعي إليه نخبة من العلماء والمفكرين وكبار المسؤولين والإعلاميين. وأشاد المسؤولون بحسن اختيار المُحاضِر وموضوعها ، وعدّوا الاعتدال سمة دينية وحضارية تسير عليها المملكة منذ تأسيسها. إبراز سماحة الإسلام - مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا قال: إن أهمية المحاضرة تأتي من أهمية التأكيد على المنهج الوسطي المعتدل، وإبراز سماحة الإسلام ويُسر تعاليمه، والدعوة إلى سلوك طريق وسط لا إفراط فيه ولا تفريط، موضحاً أن الحاجة ماسّة إلى ترسيخ هذا المنهج وعرض التجربة السعودية المعتدلة لتعزيزها والإفادة منها، خاصة على الجيل الناشئ من طلبة العلم الشرعي الذين تُعلّق عليهم آمال كثيرة بعد الله في نشر الإسلام بصورته الناصعة، ووجهه المشرق في أنحاء الأرض. أكثر الأمم وسطية واعتدال وقال مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس: إن المنهج الإسلامي منهج وسطي يقوم على الوسطية والاعتدال بلا إفراط ولا تفريط، فهو يعالج القضايا الشائكة والاضطرابات الفكرية وهو المنهج الذي تسلكه هذه البلاد الحبيبة.واعتبر عسّاس الاعتدال من السمات الدينية والحضارية التي تطمح كثير من المجتمعات إلى الظهور بها، كما أن الأمة الإسلامية هي أكثر الأمم وسطية واعتدالاً. وقال: إن القيادة السعودية تبنّت منهج الاعتدال المُستمدّ من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كافة شؤونها، وهذا ما أكده القائد المؤسس الملك عبدالعزيز- يرحمه الله - الذي رسم ملامح هذا المنهج وسطَّر صوراً عديدة له منذ أن وحَّد هذه البلاد وجمع شتات شملها تحت راية التوحيد، وسار على هذا النهج من بعده أبناؤه حيث التزموا بهذا المنهج مهما كانت الظروف ومهما تعددت الخطوب، فكانوا في كل شؤون الوطن وحتى في نوازله يحتكمون إلى وسطية المنهج وسياسة الاعتدال ولا يحيدون عنها مطلقاً. وأضاف: إن من مظاهر تعزيز الاعتدال فعلاً وقولاً في المملكة في العديد من المواضع والمناسبات تنظيم الجامعة لمحاضرة وحوار مفتوح عن (منهج الاعتدال السعودي) مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، إذ يعتبر سموه صديق العلماء ورفيق الباحثين وأحد المفكرين، ولذلك فإن مساهمته في هذه المحاضرة تأتي امتداداً لجهود سموه الكريم في دعم المؤسسات التعليمية، وتواصلاً مع منابر العلم وصروح الثقافة، كما أن المحاضرة سوف تعزز بمشيئة الله تعالى قيم منهج الاعتدال في ثقافتنا الوطنية، وبيان رفض كل مناهج التبديع، والتفسيق، والتكفير، وتسهم في نشر ثقافة الاعتدال بين أطياف المجتمع السعودي ونشر قيم التسامح وتعزيز روح المواطنة. النهج الوسطي الاعتدالي - فيما قال مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيّب: الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه منذ أن قام بتوحيد أرجاء وربوع هذه المملكة على كلمة التوحيد كان ديدنه أن تكون دولته على أسس من الوسطية، لا إفراط ولا تفريط، وهو النهج الوسطي الاعتدالي الذي استمرّ طوال الحكم السعودي الزاهر أيّده الله. وأضاف: إن سمو الأمير خالد الفيصل له قصب السبق في تبنّي إلقاء الضوء على هذا المنهج السعودي المعتدل، إذ له إلمام جامع بكل عناصره التاريخية والسياسية، وسبر أغوار هذا المنهج، مؤكداً أن وسطية المملكة لم تتمّ لولا فضل الله تعالى ثم جهود ولاة الأمر حفظهم الله وإسهامات الجامعات والمعاهد الفكرية في هذا الصدد، ومنها الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة التي وضعت الأسس الراكزة لمثل هذه الوسطية. وقطع الدكتور طيب بأن مثل هذه المحاضرة لها أهميتها القصوى في توعية المواطنين من كل الفئات بمدلول ومفهوم الاعتدال السعودي وفي غرس مبادئ هذه الوسطية في نفوس النشء من أبناء وبنات هذا الوطن الأبيّ ليتشبّعوا بهذه الروح والمبادئ، بعيدًا عن الغلو والتطرف. تأصيل منهج الاعتدال السعودي - وقال مدير جامعة طيبة الأستاذ الدكتور منصور النزهة : إن منهج الاعتدال في المملكة يمثّل مرتكزاً أساسياً في جميع التعاملات وعنصراً حاضراً في التوجهات السياسية والفكرية والثقافية وحتى الاقتصادية من لحظة تأسيس هذه الدولة المباركة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله انطلاقاً من منهج ديني يؤكد على أهمية الاعتدال والوسطية وينبذ الغلو والتطرف بجميع أشكاله وهو المنهج الذي سارت عليه بلادنا، إذ نجد التأكيد على الوسطية والاعتدال حاضراً في أحاديث وتصريحات القيادة السعودية في جميع المناسبات والمواقف. ولفت إلى الجهود التي تبذلها مؤسسات التعليم العالي في نشر الوسطية وتعزيز قيمها في المجتمع إنشاء كرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال في جامعة الملك عبدالعزيز، وتنظيم الجامعة الإسلامية محاضرة «منهج الاعتدال السعودي» لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في حوار مفتوح حول منهج الاعتدال السعودي وقال النزهة: إن جهود سمو الأمير خالد الفيصل في هذا المجال ظاهرة للعيان وليس آخرها تبنّيه كرسيّاً باسم سموّه لتأصيل منهج الاعتدال السعودي والذي تشرف عليه جامعة الملك عبدالعزيز وسيكون محوراً مهماً وفاعلاً في نشر ثقافة الاعتدال بين أطياف المجتمع السعودي ونشر قيم التسامح وتعزيز روح المواطنة بعون الله وتوفيقه. فكرة الخطاب الوسطي في الأمة - وقال محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر: إن استضافة الجامعة الإسلامية لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة محاضِرًا عن منهج الاعتدال السعودي لهي مكسب كبير، فسموّه يمثل هذا المنهج المعتدل ديناً وحكماً وسياسة وهو نهج الدولة السعودية وحكومتها الرشيدة منذ عهد الموحد والمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله إلى يومنا هذا، فأبناء الملك عبدالعزيز من بعده كلهم على النهج السليم في عقيدتهم الصحيحة وفكرهم الإسلامي الوسطي الذي يرسخ مبادئ العدل والسلام في مختلف أصقاع الأرض. وشكر ابن معمّر للجامعة هذه المبادرة في استضافة علم بارز هو سمو الأمير خالد الفيصل وتبنيها فكرة الخطاب الوسطي في الأمة. نقطة تحوّل مهمة - وقال أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار: إن المكانة المرموقة والمرتبة المتقدمة التي تحتلّها بلادنا الحبيبة بين الأمم لم تكن وليدة للصدفة، وإنما جاءت من خلال ما تقدمه المملكة من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين وما تتميز به من منهج وسطي معتدل، وما يتمتع به قادتها من الحكمة والحصافة والوسطية التي ميزت منهج هذه البلاد الطاهرة. وأكد أن قادة المملكة منذ عهد المؤسس وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استطاعوا ترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال ووضع منهج محدد للبلاد، وبناء قاعدة صلبة للتطور فيها. وأضاف البار: إن الدلائل تتجلّى يوماً بعد يوم على ما تتمتع به المملكة من فكر نيّر ومنهج معتدل أكسبها مكانة مرموقة بين الأمم، إضافة لكونها تضم بين جنباتها أطهر بقعة في الأرض ومهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية، هذه المدينة الطاهرة الشريفة التي أراد الله لها أن تكون فجرًا للرسالة المحمدية التي غطت أرجاء الكون نورًاً وهداية وأمناً وسلاماً جمعت بين علو القدر ورفعة المكان، وقد استطاع أميرها المفكر أن يخطو بها خطوات باهرة في المجالات العلمية والفكرية والثقافية والفنية جعلتها تتبوأ مكانة عالية في هذه المجالات. وقال: إن إلقاء الأمير خالد الفيصل لهذه المحاضرة القيِّمة عن منهج الاعتدال وكذلك حرصه على إطلاق كرسي علمي متخصص يحمل اسم (كرسي الامير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي) يعدّ دلالة على اهتمامه بترسيخ مفهوم الاعتدال ونقطة تحوّل مهمة في كشف عدد من جوانب مرحلة تأسيس البلاد سواء كانت جوانب اجتماعية أو ثقافية أو سياسية، كما تشكل منعطفاً مهمّاً في تأصيل مفهوم الاعتدال في المنهج السعودي وتطور هذا المفهوم منذ عهد المؤسس وتعزيز ثقافته بين أفراد المجتمع.