وصف الفنان التشكيلي اليمني زكي اليافعي، الواقع التشكيلي في المملكة بأنه «حراك يمر بمرحلة رائعة، والأغلب عليه الفن المعاصر»، مبينا أن ثمة أسماء فنية سعودية لمعت في المملكة ومثلتها باقتدار على المستويات المحلية والعربية والدولية، مؤكدا على العلاقات الوطيدة التي تربطه بالفنانين السعوديين وصالات العرض، وفروع جمعيات الثقافة والفنون في مختلف مناطق المملكة، مبينا أنه سبق أن ألقى محاضرة عن تجربته الشخصية في فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة، العام الماضي. وأضاف اليافعي في حديثه ل «عكاظ»: «أحب كل إبداع يغطي المساحة البيضاء بأي نوع من الفنون البصرية، ولا أتعارض معه، ولا أدخل في صراع المدارس، وأعتبر أن الفن هو الحياة، واليوم الذي أرسم فيه أحس أنني عشته، وأجمل لحظاتي وأوقاتي حين أوقع على انتهاء اللوحة وأثناء العرض وإعجاب الزائرين والمتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي».. وإلى التفاصيل: ● كفنان مطلع على الفن التشكيلي في بلدك اليمن وفي المملكة.. كيف ترى الاختلافات بين الحركة التشكيلية في البلدين؟. ●● أرى أنها متطورة في المملكة لكثرة التبادل الثقافي والأسابيع الثقافية السعودية التي تقام في بلدان العالم، أما في اليمن فأعتبرها أنها حركة قوية وتميل بقوة للواقعية بحكم أن اليمن يمتلك موروثا تراثيا ومخزونا كبيرا، ولم تنتقل البلد بكل مجالاتها إلى الحداثة والتطور، ومع وجود جمهور كبير للفن في اليمن ووجود حركة اقتناء أشبعت تطلعات الفنان التي بدأت منذ عام 2004م، إلا ما تسمعه الآن في اليمن هو أن الفن لم يعد له مكانة، إذ غلبت لغة السلاح والجهل على المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي، وأغلب المهتمين هاجروا للخارج، فأصبح الفنان اليمني يعاني من انعدام ثقافة التلقي إلا من رحم الله. ● لماذا يكثر رسم الوجوه «البروتريه» في أعمالك؟. ●● الفنان يجب أن يكون صاحب رسالة وخصوصية، فالعالم متشابه بسبب العولمة وثقافة الإنترنت والقرية الواحدة، فأنا ركزت على جيل يحمل هوية وتميز وخصوصية، عندما أرسم وجوه كبار السن أرى التاريخ مكتوبا في تجاعيدهم، وعند الغوص في تفاصيل حياتهم تجد الكثير من الصفات والقيم التي تستفز الفنان وتلهمه وتوثق له مرحلة جميل. ● يراك بعض التشكيليين فنانا تحب الانتقال ومواكبة الحداثة والمعاصرة؟. ●● الكثير من الناس يريد من الفنان الواقعي يغطي هذا النوع من الفنون، ولكن ببساطة أنا أقف حيث أستمتع وأرسم بالطريقة التي أشبع بها شغفي وهوسي بالفن، ومتأكد أن هناك جمهورا يشاركني الاستمتاع، بدليل أن أغلب أعمالنا لا تتأخر أياما عن الاقتناء وإلى مختلف دول العالم، لذلك أكسب نفسي ولن أضحي بأجمل لحظاتي لإرضاء فئة معينة. وما زلت أشعر بالمزيد من الشغف والهوس، وهذا ما يدفعني للبحث عن التطوير وإيصال المادة الراقية الجميلة لكل متذوق لفني ومتابع لأعمالي، والحمد لله راض كل الرضى لما وصلت إليه.