يرى التشكيلي السوداني إسلام كامل في حوار هاتفي معه من الدوحة حيث يقيم منذ عام 1996م ، أن هناك الكثير من المتابعين يجهلون عن الحركة التشكيلية السعودية ذات الثقل الكبير فى الوطن العربى. مضيفاً : «أرى أن هناك الكثير من الفنانين التشكيليين السعوديين لهم تجارب متميزة تدعو للإعجاب وهناك من أعجبت بتجربتهم وتابعتها عن كثب أمثال الفنانة التشكيلية : عواطف آل صفوان ، و الفنان زمان جاسم الذى عرفته منذ وقت طويل فنان مثابر ومتجدد وهناك فنانون كثر لم يسعفني الوقت لأذكرهم . وعن الرؤى التي تحملها نصوصه البصرية يقول : الفن هو رسالة كبيرة لا يمكن للإنسان الوصول الى نهايتها وكذلك لوحاتي تحمل من تلك الرسالة الكثير ... رسالة مجتمعية ثقافية وتربوية وكل أنواع الرسائل حسب ما يقتضيه النص البصري على مسطح اللوحة ، وأعنى بأن هناك رؤى كثيرة خلف كل لوحة وليس رؤية واحدة متحجرة ولكن هي تنمو وتتطور بقدر ما يمر عليها من تجربة وزمن ، فتجد النص البصري متحرك فى نمو وفي آفاق قد تتعدى خيالاتي وفي أحيان أخرى يخرج من أعماقي من حيث لا أدري .... « تتراءى لي لوحاتي أحياناً كأنها حكايا أو أحاديث دارت بيني وبين أناس لا أعلمهم أو كأنها أتت من عصور سحيقة مضت ..... أو هي تراكمات تراثية وتاريخية وثقافية لبلد غني بها .... أو ربما هي إرهاصات في لوحات « . الفن هو رسالة كبيرة لا يمكن للانسان الوصول الى نهايتها وكذلك لوحاتي تحمل من تلك الرسالة الكثير ... رسالة مجتمعية ثقافية وتربوية وكل أنواع الرسائل حسب ما يقتضيه النص البصري على مسطح اللوحة .ويؤكد كامل أن اللوحة هي الوسيط بين بنات أفكاره وبين المتلقي ويقول : « إنها المساحة التي يرتمي عليها الإبداع من مخيلتي ليراه الآخرون ... فى بعض الأحيان تكون كيانا قائما بذاته ولكن لايجتزئ من الفكرة التي بدواخلنا كتشكيلين .... ولكن لايمكن أن تكون هي الفضاء الإبداعي بمحض إرادتها ، ولكن بتسخير مما هبانا الله له من إبداع تكن فضاء إبداعىا . وعن مايراه بعض النقاد والمتابعين لمسيرته الفنية من اهتمامه المفرط بالتقنية اللونية على حساب عناصر رئيسية أخرى في العمل الفني يعلق بالقول :» أنا لا أهمل أي عنصر من عناصر اللوحة لحساب أخرى ولكن مسألة حسابات وتقديرات شخصية لبعض النقاد . فيهم من يرى أن اللون طاغ في أعمالي الفنية ومنهم من يرى الوجوه فالمسألة إذاً نسبية ، ولكن دعني أشرح لك ما يرد فى خاطري فى تلك اللحظة عن تلك النقطة حيث إني أراها مثل خصال الخير والشر بداخل الإنسان بمعنى أى إنسان بداخله من الخير ومن الشر ولكن تتفاوت النسب من إنسان إلى آخر أي إن الإنسان الطيب الخير تتغلب عنده خصلة الخير على الشر والإنسان الشرير لا يخلو من خير ولكن طغى الشر على باقي الصفات لذا لانرى إلا ما طغى منه وقس على ذلك فى باقي الخصال . يرد إسلام كامل على من يتهمه بأنه مازال أسير البيئة السودانية بالقول : « كل إناء بما فيه ينضح فإذا كنت أسيرا للبيئة السودانية فذلك لحبي لتلك الثقافة والبيئة الغنية التي أظن أني لم أشبع منها ما حييت ، ولكن هذا لايعني أني لا أرسم إلاوجوها سودانية ، هذا اتهام باطل .. وأنا أدعو الى التريث فى الحكم ، ولكن لا أتملص من أني لو أعطيت ضعف عمري ما كفاني لتغطية تلك الثقافات والتاريخ في ذلك البلد الكبير والغني بثقافاته وبموروثاته . وعن الرؤى للانطلاق بالفن التشكيلي العربي للعالمية يجيب إسلام كامل : «هناك الكثير من المعالجات التي يجب أن يتبعها المسئولون عن الفن التشكيلي في الوطن العربى ككل وفي كل بلد على حده ، على سبيل المثال الاهتمام بالتربية الفنية منذ المدرسة الابتدائية لأنها اللبنة الأولى ومن ثم الاهتمام بالشباب وتطوير قدراتهم ، و الاهتمام بالتشكيليين الموجودين على الساحة فى ايجاد دور عرض وسوق للأعمال الفنية المشتركة وعقد دورات بين البلدان العربية وكذلك عقد الندوات الثقافية لرفع المستوى الثقافي للفنانين ، وايجاد كليات متخصصة لتخريج الفنانين المتخصصين ، وعقد البيناليات العربية بين الدول العربية وعقد السمبوزيمات العربية وورش العمل وغيرها.