خلال الاجتماع الذي عقد بين وزارة العدل ووفد مكتب مراقبة ومكافحة جرائم الاتجار بالبشر الأمريكي في الرياض قبل حوالى أسبوعين، صرح وزير العدل بأنه: حسب مؤشرات الإحصاءات القضائية، تعتبر جرائم الاتجار بالأشخاص (قليلة جدا) في المملكة. وهذا في حد ذاته مؤشر مطمئن، وله دلالة على الجدية التي تنتهجها المملكة في مكافحة هذه الجريمة وملاحقة أوكار سريتها وتخفيها وتقديم المتهمين فيها للعدالة لمواجهة عقوبة تصل إلى (15) سنة سجنا، وغرامات مالية تصل إلى (10) ملايين ريال. حسب تصريحات الإنتربول، العالم تنقصه الكثير من المعلومات التوعوية فيما يختص بتجارة البشر، بل إن بعض الأفراد يمارسون هذا النوع من المتاجرة دون علم منهم أنهم ضمن قائمة (المتاجرون بالبشر).. وتطال الظاهرة جميع دول العالم، لما تنتهجه الشبكات الإجرامية الدولية من تجارة بشرية في ثلاثة مجالات أساسية: العمل القسري، أو الاستغلال لأغراض جنسية، أو لتجارة الأعضاء. أكثر ضحايا المتاجرة بالبشر أو ما يطلق عليه مصطلحا (الرق الحديث) هم الأطفال والنساء ثم الرجال. الأطفال يتم استغلالهم للتسول أو الأعمال غير النظامية، والنساء في تجارة الجسد، والرجال في العمل دون صرف حقوقهم أو حتى بدون حقوق أصلا كما هو واقع في تجارة صيد الأسماك على متن بواخر الصيد غير المشروع الذي أعلن عنه في اليوم العالمي لمناهضة الاتجار بالبشر، حيث يجبر الرجال على العيش في ظروف لا تستوفي أدنى معايير السلامة والصحة وبدون أن يحصلوا على أجورهم . حملة Turn Back Crime التي أطلقها الإنتربول تسعى إلى إشراك عامة الناس في مكافحة جريمة الاتجار بالبشر، وذلك بالتوعية بهذه المشكلة وما يترتب عليها من تبعات غالبا ما تكون خفية على حياتهم اليومية. الهدف من التوعية هو فكرة أن جريمة المتاجرة بالبشر لا يمكن محاربتها إلا من قِبل المجتمع بأسره، لا أجهزة إنفاذ القانون فحسب. يضيف الإنتربول أن بعض الأطفال لا تتجاوز أعمارهم الستة أعوام يعملون خلافا للقانون في مناجم للذهب ومزارع للكاكاو والبن. ومن هنا تهدف الحملة التوعوية للوصل إلى حد حث عامة الناس على طرح أسئلة عن مصدر المنتجات اليومية التي يشترونها. كما ترتبط قضية تهريب المهاجرين ارتباطا وثيقا بجريمة الاتجار بالبشر حيث يدبر المهربون دخول أشخاص بطريقة غير مشروعة إلى بلدان ليسوا من رعاياها ولا من المقيمين الدائمين فيها، للحصول على مكاسب مالية أو عينية. ما يحتاجه المجتمع هو حملات توعية مكثفة للتعريف بهذه الجرائم ومناهضتها على المستوى الفردي..