كان يرى فيها السكينة التي يلجأ إليها.. وترى فيه الأمن الذي يحميها.. نغمة من المودة والرحمة.. وروح من الود والتقدير متقدة.. يستطيع الآخر أن يكتشفها من غير إفصاح.. رزقا بسبعة من الذكور.. كل منهم مختلف في الأكل.. رغم أنهم شربوا من ماءٍ واحد.. كبر الصغار.. تعلموا وعملوا وانتجوا.. كل على قدر حظه.. وعطاء الله له.. تزوجوا وكبرت العائلة وكثر الإنتاج.. وامتلأ البيت ضجيجا وفرحا ونورا.. يضيء جنباته براءة أطفال بابتسامة تفي ما أوتي به من الجنة.. وما بقي مع البشر منها.. مرضت.. فمرض هو.. تعافى.. فتعافت هي.. اشتدت قسوة المرض عليها بعد أن تجاوزت عقدها السابع.. واشتدت قسوة الأيام عليه بعد مرضها وهو يرقبها.. اختارت للمرة الأولى غرفة بعيدة عنه.. لكي لا يسمع أنينها.. ولا ترى هي دمعته وحزنه.. أوصت به أبناءها.. وحذرتهم من تجاوزه.. زاروه في غرفته.. فأوصى أولاده بها.. وفتح لهم أبواب الجنة برضاها.. عادوا مسرعين إليها بعد النصيحة.. قالت: بارك الله لكم وفيكم.. وقضت .. عادوا إلى غرفته.. لم يخبروه النبأ.. قال: بارك الله لكم وفيكم.. وقضى.. وخرجت وخرج معها.. هما رفيقا الدرب ورفيقا القبر.. رأتهما إحدى زوجات الأبناء في منامها واستمعت لصوت يقرأ من كتاب الله تعالى من سورة يس: (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكؤون * لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون * سلام قولا من رب رحيم). قالا بصوت واحد.. لا مفر من الحب.. لا مفر من الإحسان.. (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) ... «رحمهما الله».. [email protected] • فاكس:6514860 • 22/04/2012م