في وقت وقف فريق من قسم هندسة المباني بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام، على الوضع في نفق الثقبة، وهو الشريان الرئيسي الذي يربط بين مدينتي الظهرانوالخبر بالعزيزية والطريق المؤدي إلى جسر الملك فهد، بعد اكتشاف عيوب فيه، فجر الفريق مفاجأة بالتأكيد على أن الحل الأمثل هو هدم النفق وإنشاء جسر بديل وفق رؤية هندسية تعجل بالتنفيذ، مشيرا إلى رصد تشققات كبيرة تؤدي إلى وصول الرطوبة ومياه الأمطار إلى حديد التسليح التي ستؤدي حتما إلى صدأ وتآكل حديد التسليح، مما يتسبب في الانهيار لاحقا. وأوضح ل «عكاظ» رئيس قسم هندسة المباني بكلية العمارة الدكتور عثمان الشمراني، أن الفريق وقف على آخر تطورات النفق ورصد حركة السير، للمساهمة في تقديم الحلول الممكنة سواء قصيرة المدى أو طويلة المدى، وذلك للتغلب على مشكلات وعيوب النفق. وبين أن الفريق الذي ضمه فضلا عن الدكتور إمهيدي غرايبة أستاذ الهندسة المدنية المشارك وأستاذ الإنشاءات الدكتور ياسين سلام والمحاضر المهندس محمد فؤاد وقف على النفق الذي تبلغ أبعاده التقريبة 14م عرضا و 200 م طولا، بينما يبلغ الارتفاع 5.5 م، وتبين أن كثافة المرور في غير أوقات الذروة، تساوي سبعة آلاف مركبة تقريبا، وأنه بمعاينة أعمال الترميم التي أجريت اتضح أنها تمت بطريقة أولية وهي تغطية معظم أسياخ الحديد باستخدام مونة إيبوكسية ذات أساس إسمنتي ولكن بسماكة صغيرة لا تتعدى فقط تغطية الأسياخ بدون عمل غطاء حماية مما يعرضها للتآكل مع مرور الزمن. وأشار إلى أنه توجد بعض أسياخ حديد التسليح التي لازالت ظاهرة ومكشوفة في سقف وجدران النفق، ولازالت توجد آثار ترشيح لمياه الأمطار والمواد الكيميائية على سطح جوانب الجدران وعلى سقف النفق مما يدل على عدم معالجتها معالجة سليمة، باستخدام مواد عازلة خاصة للعزل ضد المياه والمواد الكيميائية الأخرى مثل الكبريتات والأملاح. وكشف أنه تم رصد تشققات كبيرة في أعلى الجدران الحاملة والبلاطة العلوية للنفق مما سيؤدي إلى وصول الرطوبة ومياه الأمطار إلى حديد التسليح التي ستؤدي حتما إلى صدأ وتآكل حديد التسليح، وبالتالي ظهور تشققات وتصدع في الخرسانة مما سيفاقم مشكلة الجسر، مشيرا إلى أن عرض التشققات يتجاوز «1» سم إذا ماقورن بعرض القلم الملقى بجانبها مما يستدعي التدخلات المباشرة لمعالجة الوضع. وأضاف: هناك أتربة متراكمة بارتفاعات كبيرة موجودة على بلاطة السقف، مما تؤدي إلى زيادة في الأحمال على السقف، بالإضافة إلى انعدام السلامة العامة من حيث تعرية كيبلات الكهرباء، التي يجعلها عرضة للرطوبة والماء والتي قد تشكل خطورة أو حدوث تماس كهربائي. لكن الفريق الفني حسب تأكيد الدكتور الشمراني قدم مجموعة من الأفكار والحلول الممكنة، إلا أنه يرى بأن الحل الأمثل الدائم يكمن في هدم النفق الحالي، وإنشاء جسر بديل، وقال الشمراني: لدى فريق العمل رؤية وتصور لإنشاء هذا العمل دون الحاجة إلى الإغلاق الكلي للنفق، كما يمكن الاستفادة من الأماكن المحيطة لإنشاء معلم معماري لمدينة الخبر يمكن إبرازه في تلك المنطقة لكونها المدخل الرئيسي لمدينة الخبر للقادمين من الظهران. وأضاف: إن فريق العمل توصل إلى إمكانية الترميم وإعادة تأهيل للنفق الحالي باستخدام التقنيات المتوفرة حاليا في قطاع الصيانة والتي تتيح الترميم دون الحاجة إلى الإغلاق الكلي للنفق، ولكن الإغلاق يمكن أن يكون جزئيا أمام الشاحنات فقط أثناء عملية الترميم. وأشار الدكتور عثمان الشمراني إلى أن قسم هندسة المباني سيقوم بدوره الوطني وذلك بالتعاون مع الجهات الجكومية الأخرى المسؤولة عن النفق إذا تطلب الأمر وذلك لتقديم جميع الحلول التي توصل لها فريق العمل والتي من شأنها تأمين السلامة للمستخدمين وللممتلكات..