أرجع أكاديميون وخبراء في مجال هندسة البناء من كلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام انهيار الجسر الواقع على طريق الدمامالرياض السريع «معبر الجمال» إلى انعدام الصيانة منذ عدة أعوام وترسب مياه الأمطار في طبقات الحديد ما أدى إلى تأكلها وبالتالي انهيار الجسر. وفي هذا السياق قال أستاذ الهندسة المدنية المساعد ورئيس قسم هندسة المباني بكلية العمارة والتخطيط الدكتور عثمان بن صبحي الشمراني أن الجسر يتكون من نصفين متلاصقين جنبا إلى جنب من الهيكل الإنشائي الخرساني المسلح ويثبت كل نصف على إطار خرساني مسلح في منتصف البحر بين بداية ونهاية الجسر، وأشار إلى أن مجموعة من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في هذا المجال بالقسم قاموا برؤية الجسر المنهار وأعدوا تحليل إنشائي مبدئي عن احتمالية أسباب انهياره وتبين أن الانهيار حدث فقط في نصف واحد من عرض الجسر وقريب جدا من الإطار الساند له في نصف الطريق، ويلاحظ أن النصف العرضي الآخر من الجسر أو الجهة الأخرى من النصف المنهار لم يتأثر بالانهيار. وأضاف من الأسباب المحتملة للانهيار ترسب مياه الأمطار والخلل في عملية التصريف ما أدى إلى تغلغل ووصول المياه إلى طبقات الحديد والذي تسبب في ظهور طبقة من الصدا وتأكل الحديد مما يتسبب في فقدان الحديد والخرسانة لخواصهما الطبيعية، وبالتالي حدث الانهيار المفاجئ للجسر، واتضح جليا من خلال زيارة الموقع صدأ وتأكل الحديد في الجزء المنهار مما تسبب في تصدع الخرسانة، وقد يكون سبب آخر وهو ترسب الأتربة الناتج من إثارة الأتربة والغبار ومن ثم هطول الأمطار ما يؤدى إلى تكون طبقه سميكه من الطين والذي يعتبر من الاحمال الميتة الزائدة والتي لم تؤخذ في الاعتبار في عملية التصميم الإنشائي. وذكر المحاضر بقسم هندسة البناء في كلية العمارة والتخطيط المهندس الإنشائي محمد فؤاد أن إهمال أو انعدام الصيانة مع الزمن قد يتسبب في ظهور بعض التشققات والتصدعات أو الشروخات والتي قد تتحول من بسيطة إلى خطيرة تبعا لزيادة عمر المنشأ، كما يظهر في بعض إجزاء الجسر التي لم تنهار بعد والقريبة جدا من مكان حدوث الانهيار بالجسر. وتوقع الدكتور منصور الجديد أستاذ الهندسة الإنشائية المشارك بقسم هندسة البناء بجامعة الدمام, أن مرور السيارات الكبيرة أو الشاحنات المحملة بالأعلاف فوق الجسر أدى لانهياره. وأجمع المختصون والأكاديميون أن مرحلة التشييد للجسر لابد أن يكون هناك تطبيق لاشتراطات ومعايير جودة التنفيذ والتأكد منها في تلك الفترة الزمنية التي تم بناء الجسر فيها، بالإضافة إلى مطابقة مواد التنفيذ المستخدمة لاشتراطات المواصفات والاستدامة في تلك المنشآت الهامة والحيوية تلافيا لأي انهيار أو تصدعات، كما أكدوا أن هذا الانهيار يدق ناقوس الاحتراز لمراجعة وصيانة جميع المنشآت المماثلة حتى لا يؤدي انهيار تلك المنشآت الحيوية إلى خسائر بشرية ومادية.