من المؤسف كثير منا لا يعرف من هو الصفيق لكي يتجنب صفيقه. معنى صفيق في معجم المعاني الجامع معجم عربي، صفيق الوجه: وقح، لا حياء له، رجل صفيق: وقح غليظ. إن الشخص الصفيق هو من يجتمع فيه عدد من الصفات السيئة ويعبر عنه العرب بالصفيق أو صفيق الوجه لأنك تسمع لتصرفاته السيئة صوتا منكرا يتجنبها كل شخص سوي. وهذا الإنسان يعيش في عالم خيالي افتراضي فهو لا يمل ولا يكل في إيذاء الناس فهو مشغول البال والذهن في كيف يرد وكيف يجابه ويناهض ويمكر لا يبالي فيمن ناله أذاه وعندما يوكل إلى عمل ما ولو كان صغيرا فإن ذلك يعتبر بعينه شيئا عظيما فينطبق عليه قول الشاعر: وتعظم في عين الصغير صغارها، ويصغر في عين العظيم العظائم. وفي نفس الوقت هو يجيد المجاملة وصنع الصورة الحسنة لشخصيته وبخاصة عند من لا يعرفه. دعوا الصفيق يعيش ثقافة الغطرسة ولا تبالوا بأي واد هلك. إن الشخص الصفيق قد يخونك أو يغشك أو يغتابك أو يهاجمك بصلافة، ثم ينسى ذلك ويريد منك أن تنساه فهو مثل شخصية دكتور جاكل ومستر هايد. شخصيتان في جسد واحد. تجد الدكتور جاكل أستاذا جامعيا ويتظاهر بالعلم والمعرفة ويفتي في كل شيء فيشعر الناس أنه علامة رغم جهله وصفاقته. وفجأة تجده على شخصيته الحقيقية في شخصية مستر هايد الصفيق. يقول الشاعر: ماذا تخبئ في حقيبتك أيها الوجه الصفيق، أشهادة الميلاد؟ أم صك الوفاة؟ أم النميمة تطرد الأشباح في البيت العتيق؟. صفاقة تعني باللغة العربية الجنون الخلقي والصفيق تجده مشغول البال والذهن بما يأتي به الحاضر من منفعة عاجلة، أما المنفعة الآجلة فلا تخطر بباله وتراه بارعاً في المجاملة كثير الوعود لكنه لا يحقق من وعوده إلا تلك التي يتوقع منها المنفعة العاجلة، إنه لا يعرف الوفاء أو الأمانة أو الصدق أو تأنيب الضمير فهو يعدك بشيء ثم لا يفي بوعده فإذا عاتبته على ذلك واجهك بابتسامة باردة كأنه لم يفعل أمراً مذموماً مخجلاً وتراه يكذب عليك أو قد يؤذيك بلا مبالاة وكأن ما فعله أمر اعتيادي لا ضرر منه، وهو يعتمد النفاق في تعامله مع من حوله، وقد يتظاهر أمام شخص لا يعرفه بأنه ذو نفوذ أو جاه ومقصده من ذلك أن يخدع ذلك الشخص ويبتز منه شيئاً من المال. الصفيق يعتذر أحياناً لكن اعتذاره ظاهري يريد به الخداع والمكر لا يبالي بسوء سمعته أو انزلاق مكانته التي نتجت عن أفعاله المذمومة. مشكلة الصفيق أنه لا يكترث بما قال عنه الناس في الماضي أو ما سوف يقولون عنه في المستقبل، وتراه ينتفش ويتباهى بنفسه أمام الذين لا يعرفونه ويختلق لنفسه الإنجازات الباهرة والمكانة السامية ويوحي لهم أنه ذو جاه ونفوذ ليصل الى مآربه الخسيسة والناس يستغربون حين يرون شخصاً صفيقاً من هذا الطراز فهم يجدونه يسيء الى سمعته وسمعة ذويه ومستقبله ليكتسب بعض الأشياء التافهة فهو لا يفكر بما يأتي به الغد من خسارة دائمة، حيث يخسر بالإضافة للمال ثقة الناس واحترامهم والأهم خسران النفس. محاربتها تتجلى بالحيطة والحذر من فرز هذه النوعية المكشوفة لأنهم أشجار يابسة تشعل النار في مجالسنا. للتواصل (فاكس 6079343)