أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن المملكة شريك استراتيجي مهم للاتحاد الأوروبي على الصعيد الإقليمي والدولي. وقالت في حوار ل«عكاظ»، إنه لاحل للأزمة اليمنية إلا بالعودة إلى المبادرة الخليجية. وأضافت أن ملف الإرهاب يشكل تحديا كبيرا لأوروبا الأمر الذي يستدعي تشكيل تحالف أوروبي عربي لمحاربة الإرهاب. وانتقدت موغيريني سياسة الاستيطان الإسرائيلية، مؤكدة أنها غير قانونية، واقترحت أن تكون القدس عاصمة للدولتين في ظل عملية سلام شاملة. ماهي رؤيتكم للتعاون الأوروبي مع المملكة؟ المملكة دولة محورية هامة ولها مكانة استراتيجية على الصعيد الإقليمي والدولي، ونحن على قناعة بأن التعاون مع الرياض يأتي مواكبا مع التوجهات السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز خاصة ما يتعلق بلجم الإرهاب بجميع أشكاله وتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية. في نفس الوقت تسعى المملكة إلى تفعيل العمل الخليجي وإقرار سياسة الأمن والاستقرار ليس فقط على المستوى الخليجي بل في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يؤكد أن المملكة ومجلس التعاون الخليجي يمثلان عمقا أمنيا واستراتيجيا هاما لنا في أوروبا، ونحن نعمل من جانبنا على دعم سياسة استقرار الخليج. كيف تنظرون إلى تطورات الأحداث في اليمن؟ الأحداث في اليمن تقلقنا كثيرا وتجعلنا نؤكد في الوقت الذي تسعى فيه الأممالمتحدة لعودة الحوار فإننا نرغب في إعطاء رسالة سياسية تنطوي على أن المبادرة الخليجية تمثل الإطار الوحيد للارتكاز على مستقبل آمن لليمن يحقق وحدة أراضيه. ومن هذا المنطلق نطالب جميع الأطراف بالتوقف عن الممارسات التي تهدد استقرار اليمن، ونرى أن اختلاف وجهات النظر بين الأطراف اليمنية يعني الالتزام بخارطة الطريق والعودة إلى الحوار الوطني والعمل من خلال اتفاقية السلم والشراكة. وعلى هذا الأساس فرضنا عقوبات على الأشخاص الذين يتسببون في ممارسات تهدد الأمن والاستقرار في اليمن بموجب قرار مجلس الأمن 2140 الصادر في 2014م، والعقوبات تضم أشخاصا ومنظمات تم تجميد حساباتهم ووقف أي تعامل معهم. هل من خطوات محددة لتفعيل التعاون العربي الأوروبي في مكافحة الإرهاب؟ أعتقد أنه من المهم تعيين ملحقين أمنيين في بعثات الاتحاد الأوروبي للدول العربية والإسلامية، ووضع خطة تعاون مع دول مجلس التعاون ومصر واليمن والجزائر وتركيا، وهو ما ركز عليه مؤتمر مكافحة الإرهاب والذي عقد في بروكسل مؤخرا بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأوروبية واتفقنا فيه على تطوير التعاون مع الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب، وسبق ذلك توقيع اتفاقية تعاون مع الجامعة العربية.. كما اتفقنا على تعزيز قدراتنا على التفاهم باللغة العربية ما يسهل نقل وجهات النظر الأوروبية إلى العالم العربي والإسلامي والاستماع لرؤى الدول العربية والإسلامية. هل لدى الاتحاد الأوروبي رؤية عملية محددة حول تحقيق السلام في الشرق الأوسط؟ كانت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبروكسل، فرصة لنؤكد على قيام الدولة الفلسطينية الديمقراطية القادرة على الحياة، وهو ما يتطلب استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل في أقرب فرصة ممكنة. ودعوتنا لاستئناف الحوار جاءت بعد اجتماع للجنة الرباعية الدولية على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، وسعينا من أجل دور أوروبي فعال لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ونحن نؤكد على أن القدس عاصمة للدولتين، وأن سياسة الاستيطان تعرقل عملية السلام وتشكل عقبة أمام تحقيق خيار الدولتين. وأخذت على عاتقي أن يقوم الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الخمس القادمة بدور أكثر إيجابية لدعم قيام الدولة الفلسطينية. ما مدى صحة ما يتردد عزم الاتحاد الأوروبي رفع جزء من العقوبات على روسيا مقابل التعاون في عدد من الملفات؟ نحن ملتزمون بالعقوبات على روسيا إلى أن تتضح الرؤية بالنسبة لأزمة أوكرانيا وإقليم شرق أوكرانيا، ونلتزم بالعقوبات إلى أن تتعاون موسكو في إطار تفاهمات مينسك التي تم طرحها في سبتمبر الماضي، وندعم جهود منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لتقوم بالدور الذي ينبغي أن يكون في هذه الأزمة.