أكد وزير خارجية لوكسمبورج الكبرى جان أسلبورن ووزير الهجرة واللاجئين، أن المملكة تعتبر شريكا استراتيجيا هاما لبلاده ولأوروبا، مشددا على محورية الدور السعودي في مكافحة الإرهاب. وأفاد جان أسلبورن في حوار مع «عكاظ» أن بلاده تدعم التحرك العسكري العالمي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يهدد أمن المنطقة بالكامل وعلى ضرورة اجتثاث التنظيمات الإرهابية من جذورها. وأوضح أن بلاده تدعم حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وإلى تفاصيل الحوار: كيف تقيمون العلاقات مع المملكة؟ في الحقيقة نحن فخورون بعلاقاتنا الممتازة مع المملكة، هذه العلاقات تتسم بالاحترام المتبادل بين الدولتين الصديقتين واللتين تهتمان بملفات سياسية ذات اهتمام مشترك سواء على المستوى الدولي أو العربي أو على المستوى الثنائي. ونحن نقدر الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أجل السلام وتعزيز حوار الحضارات وتفعيل الدور الاستراتيجي الهام للمملكة في المحافل الدولية. والدور السعودي يشكل مرتكزا هاما لسياسة دول مجلس التعاون الخليجي ويضع إطارا للأمن والاستقرار في منطقة الخليج ويدعم الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي. ما هي قراءتكم للدور السعودي مع انطلاق الحرب ضد إرهاب «داعش»؟ في الواقع أن المملكة العربية السعودية أثبتت أنها دولة مسؤولة وحريصة على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وأقدر هذه المسؤولية التي تقع على عاتق حكومة خادم الحرمين الشريفين ونحن نسعى لتوطيد التواصل والتشاور معها خاصة أنها دعمت المبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن، كما أطلقت المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية ومبادرات أخرى أهمها مبادرة مكافحة الإرهاب والانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة إرهاب «داعش».. كل هذه الأمور تجعل المملكة شريكا هاما جدا لنا، والتواصل مع نظيري الأمير سعود الفيصل يشكل أهمية خاصة وتواصل هام في هذا الصدد. وأود الإشارة إلى أننا وقعنا اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي المشترك بين البلدين وهذا أمر جيد جدا. كيف تقيمون مخاطر التنظيم الإرهابي «داعش»؟ نجد أن خطورة التنظيم الإرهابي «داعش» لا تقتصر على سورياوالعراق فقط بل هي تمتد إلى دول أخرى بما فيها أوروبا، أي أن هذه المخاطر تهدد أوروبا وهو ما نواجهه اليوم عبر العدد الكبير للاجئيين من هذه الدول والنازحين إلى عواصم أوروبا، ولذلك ينبغي أن نكون على قناعة للتصدي لإرهاب «داعش» ومواجهة هذا الإرهاب بجميع السبل ونحن ندعم الائتلاف الدولي لمكافحة الإرهاب والدور السعودي كبير وإيجابي فيه. وأود الإشارة إلى قرار الأممالمتحدة الذي حذر من وقوع أسلحة كيماوية في يد الإرهاب وهو أمر مخيف وكنا من أول من حذر من وقوع سلاح كيماوي في أيدي التنظيم الإرهابي «داعش». هناك تصعيد واضح من الجانب الإسرائيلي ومساع لمزيد من المستوطنات في القدس، كيف تقرؤون هذه الأحداث؟ هذا شيء مؤسف ويؤثر سلبا على عملية السلام، لقد أكدت مرارا أن الاستيطان عدو السلام ولقد طالبنا إسرائيل بالتراجع عن أي أعمال من شأنها عرقلة عملية السلام في الشرق الأوسط. لابد أن تكون هناك قناعة من أن السلام وخيار الدولتين هو الطريق الوحيد الذي سيحقق الأمن والاستقرار لإسرائيل وللدولة الفلسطينية المستقبلية. لقد شاركتم أخيرا في مؤتمر إعادة إعمار غزة، ما هي الخطوة التالية؟ في الحقيقة أنه لا يمكن لأحد أن يفهم الأوضاع في غزة من دون أن يأخذ في الاعتبار سياسة الاحتلال والأوضاع الإنسانية في القطاع فضلا عن أن العنف في غزة مرتبط بشكل أو بآخر بسياسة الإغلاق والوضع الإنساني والإهانة التي يتعرض لها المواطنون ينبغي أن تنتهي ولذلك فإن مؤتمر إعادة إعمار غزة مرتبط بكل هذه الأمور فضلا عن أهمية تحقيق السلام وتفعيل وقف إطلاق النار الذي أبرم فعلا في 26 أغسطس الماضي، ولذلك أؤكد مرة ثانية أن إعادة إعمار غزة ينبغي أن تتحقق في إطار سياسي مستديم يحترم الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني ويحقق خيار دولتين ديمقراطيين تعيشان في أمان جنبا إلى جنب. كل ذلك يجعلنا ندين بشكل واضح سياسة الاستيطان وعزم الحكومة الإسرائيلية بناء 2610 مساكن في الناحية الشرقية للقدس الشرقية في جيفات هماتوس، وهذا يهدد عملية السلام ويهدد وضعية القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. ماذا عن مسار الملف النووي الإيراني؟ لقد التقيت مع نظيري الإيراني أخيرا في لوكسمبورج وجاء هذا اللقاء بعد زيارتي لطهران في يونيو الماضي وقد ركزت في هذا اللقاء على التأكيد على حرصنا الشديد أن تتعاون طهران بشكل إيجابي في الاستخدام السلمي الشفاف للنووي الإيراني وأن تتمكن المفاوضات الجارية بين المجتمع الدولي وإيران 5+1 من التوصل إلى اتفاق نهائي في 24 نوفمبر الجاري.. وهذا أمر ضروري جدا لأنه يؤثر على الوضع السلمي في المنطقة. وما هي الملفات السياسية التي تمت مناقشتها أيضا؟ لقد ناقشنا الأزمات الإقليمية والأوضاع السياسية الدولية بشكل عام وكانت أبرز الموضوعات الوضع في العراق والأوضاع الإنسانية الكارثية التي يتسبب فيها التنظيم الإرهابي البربري «داعش». وشددنا على أهمية التعاون الدولي لمحاربة هذه الآفة والإرهاب بكل أنواعه وأشكاله والتعاون فيما بيننا ومع المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي وفي الملف السوري والليبي والوضع في أفغانستان. كيف تتابعون أوضاع اليمن؟ بناء على المبادرة الخليجية التي دعمتها المملكة ومجلس التعاون الخليجي والأممالمتحدة نجد أنه على جميع الأطرف الالتزام بها لكي تتحرك في الطريق السليم، هناك بعض المشاكل بسبب التشكيل الوزاري للحكومة الجديدة. ونحن أدنا بشدة العنف الأخير الذي حدث في مناطق صنعاء وصعدة والجوف وعمران ومأرب وحضرموت ونلتزم بقرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الأفراد أو المجموعات التي لا تلتزم بمخرجات بالحوار الوطني وبالتعاون لدعم حكومة وطنية. وهنا نذكر أيضا بقرار مجلس الأمن رقم 2140 والمعني بهذا الشأن وندعم تحقيق السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء اليمن، ونؤكد على دورنا في إطار مجموعة أصدقاء اليمن لإحلال السلام.