تسابقت شركات الطيران إلى فرض العديد من الأنظمة التي تضمن لها حقوقها وتخدم مصالحها، وتناست تماما حقوق الراكب المسكين، وقد قبل الراكب رغم أنفه مرغما لا بطل! هناك تضارب بين مقدمي الخدمات الأرضية وملاحي الطائرة، وكثيرا ما يضيع الوقت وتتأخر الرحلات بهذا السبب، كل يعمل على حدة يلاحظ ذلك جليا في كل رحلة، إذا كنا نريد النجاح لا بد من العمل كفريق واحد يسعى لهدف واحد وتقديم خدمات متميزة للراكب، أما إذا استمر الوضع كما هو عليه الحال اليوم، فلن تتقدم الخدمات ولن يرضى الراكب أبدا. تشعر بالفوضى عندما يتدافع الجميع نحو بوابة الدخول للطائرة، وكأنك في مكان حراج في السوق! من المسؤول عن هذه الفوضى؟ أليست الخطوط نفسها؟ لماذا لا يوضع ما يحدد المسار إلى صعود الطائرة، الجميع يلتزم عادة بما يوضع له. تشعر بالفوضى عند يتم تكديس الركاب في الباصات وتوقف عند الطائرة بانتظار فتح الباب للركوب، وكثيرا ما يتجاوز الانتظار الربع ساعة امتدادا للفوضى وعدم الاكتراث بالراكب وسوء الإدارة. تفريغ الطائرة عند وصولها يستغرق أكثر من 50 دقيقة، يفتح الباب الأمامي لنزول ركاب الدرجة الأولى، ومن ثم يحرك الباص، وبعدها يتفضل المسؤول في فتح الباب الخلفي وأحيانا لا يفتح أبدا، من ناحية السلامة هذا مخالف فلو حصل حريق لا سمح الله بعد وصول الطائرة لكانت كارثة. هل هذا الوقت ليس مهما بالنسبة للشركة الناقلة للاستفادة من الطائرات في رحلات أخرى، إني متأكد لو كان هناك قليل من الاهتمام بسرعة تفريغ الطائرة، لوفرت الخطوط ربما أكثر من 5 رحلات يوميا من الرياض إلى جدة، وهكذا بالنسبة للخدمات الأخرى، موضوع فتح الأبواب يحتاج إلى قليل من التفكير، وسوف يرى الجميع الفرق ويكسب الراكب والشركة الناقلة معا. الباصات، وما أدراك ما الباصات، كنا في السابق لا نرى الباصات إلا في القدوم والمغادرة إلى مدينة جدة، بعدها انتشرت عدوى الباصات إلى الرياض، ولم يتم تحصين المناطق الأخرى، فانتشرت العدوى إلى المطارات الإقليمية كالقصيم وحائل وغيرها من المناطق، لو كان هناك تطوير أو تحسين في الخدمات، فإن الراكب يتحمل وينتظر، ولكن الطامة الكبرى أن الوضع يستمر سنوات طويلة دون تغيير أو حل لهذه المشكلة. المكاتب في الخارج تحتاج إلى إعادة تنظيم ووضع الكفاءات المتميزة، حتى أن أغلب مسؤولي المكاتب في الخارج لا يحضرون إلى المطار وقت إقلاع الرحلات إلا إذا كان هناك شخصية مسافرة على الرحلة، ناهيك عن الاهتمام غير العادي إذا حصل لأي منهم تأخير أو إلغاء للرحلات المواصلة، هذا الاهتمام غير السوي ولد شعورا لدى المواطنين بالطبقية رغم التوجيهات السامية الكريمة المتكررة بمعاملة المواطنين معاملة واحدة دون تمييز، ولكن الواقع غير ذلك. التأخير المتكرر للرحلات لا بد أن يقابله حزم من قبل إدارة هيئة الطيران المدني الجديدة، والأمل معقود على معالي الأستاذ سليمان الحمدان لتغيير الوضع الحالي ووضع أنظمة وتشريعات تكفل حق الراكب من قبل خطوط الطيران . في بعض الأحيان، يتم تغيير الطائرة مما يترتب عليه تنزيل ركاب الدرجة الأولى والأفق إلى الضيافة، وهذا أمر طبيعي، ولكن الأمر غير الطبيعي إجراءات القسيمة التي تمنح للركاب والتي يتطلب الحصول على فارق قيمة التذكرة يوما كاملا، فلا يوجد تعويض مباشر، ولا يوجد مكاتب في المطار، لا بد من مراجعة مكاتب الخطوط داخل المدينة، أما إذا كانت التذكرة مشتراة من مكاتب سياحية فلا بد مراجعتهم أولا، ومن ثم مراجعة مكتب الخطوط، كل العملية المعقدة جزاء لتنزيله من الأولى إلى الضيافة. هذه المناظر غير الحضارية لا تؤثر على الراكب وحده، بل يتجاوز الأمر إلى سمعة دولة ومواطن، وعزوف الكثير من رؤوس الأموال السعودية وغير السعودية للاستثمار لدينا دون اكتراث بالعواقب التي تنتج عن هذا الأمر. الجميع يتطلع بفارغ الصبر إلى تغيير الحال، والذي وصل إلى درجة اليأس، أغلب الأنظمة تصب في مصلحة شركات الطيران، أما الراكب بنظرهم وبعد مطالبات متكررة من الركاب يقدم له اعتذار بدون نفس وبدون قناعة. أتمنى وضع تطبيق يتيح للركاب التفاعل مع أية رحلة مباشرة، ويكون مرتبطا ومتابعا بدقة من هيئة الطيران المدني كخط ساخن بين الراكب والشركات الناقلة، فذلك سيساهم في تحسين الخدمات المقدمة وتطوير عملها وخلق نوع من الشفافية والمنافسة بين الراكب والناقل، مما ينعكس على جودة الخدمة. عدم الجدية مع الركاب وصل حده من قبل وسائط النقل، فهل من منقذ لوضعنا الراهن؟ وهل سيستطيع الراكب مواجهة الشركات المقصرة بحقه؟ ما هي برأيك أخي القارئ أفضل وسيلة تلزم شركات الطيران بإنصافك وتقديم الخدمة المطلوبة لك؟.