رغم طفرة المشاريع التنموية والخدمية التي حظيت بها منطقة نجران كغيرها من مناطق المملكة على كافة القطاعات وفي جميع المحافظات، والتي تبعث الأمل في نفوس الأهالي، إلا أن الهاجس الذي يؤرقهم يتمثل في سوء تنفيذ هذه المشاريع التي تصرف عليها مئات الملايين. وعزا بعض سكان نجران الأسباب إلى غياب المتابعة من بعض الدوائر الخدمية، التي تسببت في ظهور الأخطاء وتأخر المشاريع، إضافة إلى استهتار مقاولين وغياب وسائل السلامة في بعض المشاريع الجاري تنفيذها، وأشاروا إلى أن مركباتهم ذهبت ضحية للحفر الوعائية بسبب سوء التنفيذ، ورمي مخلفات المشاريع وسط الأحياء، وتشويه المنظر العام لها. «عكاظ» قامت بجولة ميدانية على عدد من أحياء وشوارع مدينة نجران ورصدت بعدستها سوء تنفيذ عدد من المشاريع الحيوية وافتقارها لوسائل الأمن والسلامات خاصة في أحد شوارع حي الفيصلية الذي يتوسط أحياء مدينة نجران ويعتبر الشريان الرئيسي بها، وكذلك رصدت بقايا المشاريع التي تتوسط هذه الأحياء وأصبحت السمة البارزة، لها كما التقت بعدد من الأهالي الذين تذمروا من استهتار بعض المقاولين وتعمدهم لرمي هذه المخلفات وما تبقى من المشاريع وكذلك سوء تنفيذ العديد من الشوارع وعدم تسويتها بحفر تصريف السيول. وانتقد حسين هروبي من سكان حي الفيصلية سوء تنفيذ بعض المقاولين في عدد المشاريع من المشاريع الحيوية، والتي عزاها إلى عدم متابعة الجهات المسؤولة، مما حدا بالبعض منهم إلى تنفيذها بطرق عشوائية فضلا عن تركهم للمشاريع لفترات طويلة، وأضاف بأن أغلب شوارع المدينة الداخلية باتت مصيدة للمركبات بسبب وجود العديد من الحفريات بها بسبب عدم ردمها فضلا عن ارتفاع غرف الصرف عن مستوى هذه الشوارع مما تسبب بالعديد من الأضرار للمركبات فضلا عن تسببها بحدوث العديد من الحوادث المرورية، مطالبا بضرورة متابعة المقاولين وتنفيذ المشاريع على أرقى المواصفات. وأضاف عبدالله المكرمي، أنهم استبشروا خيرا بالمشاريع التنموية التي تصب في مصلحة المواطن وتعكس مدى التطور الذي تشهده منطقة نجران، ولكن هذه المشاريع أصبحت حقل تجارب في أيدي عدد من المقاولين، مبينا أن ما يحز في النفس هو تسيب بعض المقاولين واستهتارهم برمي بقايا المشاريع أمام المنازل وترك البعض منها في الشوارع التي أصبحت مقرا للمخلفات، فضلا عن إسراع البعض بتنفيذها بطرق عشوائية تفتقد للمواصفات المطلوبة، مطالبا من الدوائر الخدمية بمتابعة مقاوليها المنفذين لهذه المشاريع وإصدار العقوبات بحق المقصرين منهم. وأعاب علي الشهري افتقار عدد من المشاريع لوسائل الأمن والسلامة الضرورية وقال: «دائما ما أجد بعض الحفريات العميقة في الأحياء وعلى جانبي الطرقات التي تفتقر لأبسط مقومات الأمن والسلامة»، مضيفا أن وجود مثل هذه الحفريات التي يتركها بعض المقاولين المنفذين لعدد من المشاريع باتت تشكل خطرا حقيقيا على الأطفال وعابري الطريق نتيجة ترك هذه الحفر مكشوفة من أجل تركيب بعض أعمدة الإنارة، مطالبا من المسؤولين بضرورة الإيعاز للمقاولين بعدم الانتقال وحفر أماكن أخرى قبل إنجاز وردم ما قاموا بحفره. وطالب مهدي علي من الجهات المسؤولة ضرورة تشديد الرقابة على المقاولين المخالفين للتعليمات وتحذيرهم من مغبة ارتكاب المخالفة مع إلزامهم بتنفيذ المشاريع بأدق المواصفات خاصة أن أغلب الطرقات المنفذة داخل الأحياء وفي الشوارع الرئيسية سرعان ما تهترئ طبقتها الإسفلتية برغم حداثة تنفيذها، وذلك بسبب العشوائية في التنفيذ وافتقارها لمعايير الجودة. وطالب عدد من الأهالي بضرورة وضع حلول عاجلة للحد من عشوائيات العمل ومراقبة هؤلاء المقاولين أثناء تنفيذ المشاريع، وكذلك التنسيق بين الجهات المعنية لوضع أولويات لتنفيذ هذه المشاريع بالشكل المناسب الذي يضمن عدم تداخل هذه الإدارات الخدمية أثناء تنفيذ هذه المشاريع، مشيرين إلى أن تأخرها وسوء تنفيذها يؤثر سلبا على التنمية والتطوير التي تشهدها المنطقة فضلا عن تسببها بتشويه المنظر العام بسبب سوء التنفيذ.