منذ الإعلان عن ظهور حالات مصابة بمرض كورونا قبل نحو عام ولا صوت في الصحة يعلو على صوت كورونا حيث جاء وزير وهو مدعوم بالمال والرجال لمحاصرة المرض وتوعية المجتمع به وطرائق الوقاية منه ومن غيره من الأمراض المعدية، ومع ذلك كله فإن الأيام القليلة الماضية شهدت عودة شرسة للمرض لاسيما في منطقة مكةالمكرمة وبدأت الصحف تعلن عن حالات الإصابة ودرجاتها ومن فارق الحياة من الضحايا ومن ظل تحت العناية الفائقة والعلاج حتى شفي من كتب له عمر جديد! وفي الواقع فإن ما يدور حول مرض كورونا من أحاديث وما ينشر عنه من أخبار وتعليقات ونصائح ومعلومات يطرح العديد من الأسئلة لأن المرض لم يكن معروفاً في بلادنا قبل عام 2012م وحتى عندما ظهرت حالات إصابة فإن وزارة الصحة لم تولها العناية والاهتمام الكافيين واعتبرت ما حصل نوعاً من الأمراض الموسمية المصاحبة لتغير الفصول، ثم ما لبث الحديث أن توسع فأصبحت الإبل هي المتهم الرئيسي في إصابة الإنسان بالمرض حتى أثر ذلك على إقبال بعض الناس على لحوم الإبل فلا حاشي ولا ماشي ومع هذا لم تتأكد تماماً علاقة الإبل بالمرض وحتى لو ثبتت تلك العلاقة فلماذا لم يظهر المرض إلا منذ ثلاثة أعوام والإبل تعيش بيننا منذ آلاف السنين، أم أن المرض كان موجوداً ويودي بحياة من يصاب به دون معرفة حقيقته فيقال عن المصاب به: فلان سَخّن وفَطس!؟ وسمعت أحدهم يحتج على نصائح وزارة الصحة للناس بالتزام النظافة واستخدام المطهرات والصابون وتجنب العطاس والسعال إلا بعد وضع منديل أو طرف غترة أو شماغ على الأنف والفم، لأن أخانا كان يرى أن الناس تحضروا وتجاوزوا هذه المرحلة التي يحتاجون فيها إلى مثل هذه النصائح الباردة فقلت له: على هونك.. إن قشرة الحضارة عند بعض الخلق رقيقة وزائفة فهو يركب سيارة بمائة ألف ريال ويملك فيلا بمليونين ولكنه يبصق على الأرض ويعطس براحته في وجوه الناس ويؤذي المجاورين له في الصلاة لأنه يأتي للمسجد حاسر الرأس أو بثوب النوم فلا يضع منديلا أو حتى يده على فمه عند السعال أو على أنفه عند العطاس فيضطر مجاوروه إلى سد أنوفهم وأفواههم بغترهم تجنباً لسلاحه الكيماوي وهو يلاحظ ذلك ولكنه لا يأبه باحتجاجهم الصامت فكيف لا تنتشر الأمراض المعدية ومن بينها كورونا؟!