فيما بينت وزارة الصحة أن الجمال تشكل مصدرا لنقل كورونا للبشر في حالة حملها للفيروس، أكد أطباء مختصون أن الفيروسات تتمتع بخاصية قوية تجعلها تختقي فترات وتعود مع تقلبات الطقس، داعين أفراد المجتمع وخصوصا العاملين في حظائر المواشي والجمال بعدم التساهل في الاشتراطات الصحية والتدابير الاحترازية التي دعت إليها وزارتا الصحة والزراعة، لاسيما بعد رصد إصابات بكورونا خلال الشهور الماضية كانت مخالطة للإبل. وطالب البروفيسور طارق صالح جمال أستاذ الأنف والأذن والحنجرة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة ورئيس جمعية الأنف والأذن والحنجرة، باستمرار برامج التوعية بكورونا، مبينا أن اختفاء الفيروس وانحساره لا يبرر غياب برامج التوعية خصوصا بين المخالطين للإبل بعد اكتشاف حالات أصيبت بالفيروس نتيجة المخالطة بها. وأشار إلى أن الفيروسات تعتبر كائنات شرسة وأبسط مثال على ذلك تعدد سلالات وأنماط الإنفلونزا الموسمية، وقال «نجد هناك سلالات بالمئات، ما يجعل سهولة إصابة الأصحاء أسرع نتيجة انتقال العدوى برذاذ المصاب وعوامل الطقس المناخية أو استعمال أدوات المريض المصاب»، مؤكدا أن الوقاية خير من العلاج، فإن وجدت هذه الوقاية وطبقت الاشتراطات الوقائية سواء في المستشفيات أو حظائر الإبل يمكن تجنب الكثير من المشكلات التي تتسبب في إصابة البشر بالفيروسات المميتة. ونصح استشاري الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتور محمد محمود زهران باتباع الإرشادات الصحية العامة سواء في مستوى المنزل أو العمل أو القطاع الصحي أو حظائر المواشي، مؤكدا أن أهم الاشتراطات المداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسيل اليدين، خصوصا بعد السعال أو العطس، استخدام المنديل عند السعال أو العطاس وتغطية الفم والأنف به، ثم التخلص منه في سلة النفايات وشدد استشاري الصحة العامة والأمراض المعدية مجدي الطوخي، على عدم التساهل مع الإرشادات الوقائية أو الصحية، مع تقيد العاملين في الحظائر وخصوصا مع الجمال بارتداء الكمامة والقفازات بعد أن أثبتت الدراسات أن الإبل قادرة على احتضان الفيروسات وبالتالي إمكانية اكتساب العدوى منها في أي وقت، مع التنويه بأن كثيرا من الأعراض قد لا تظهر على الجمال لأنها تتمتع بمناعة قوية ولكنها تكون قادرة على نقل العدوى للبشر. ونصح باستمرار كل أفراد المجتمع والممارسين الصحيين والعاملين في الحظائر بتطبيق الاشتراطات الصحية الخاصة بتجنب التعرض لأية عدوى فيروسية.