الدكتور عثمان طه تشرف بكتابة المصحف الشريف بالرسم العثماني أكثر من عشر مرات، وهو إنجاز لا أعلم أن أحداً في عصره قد اكتسب مثل هذا العمل الشريف والبديع في خدمة القرآن الكريم. ثم أقبل على خدمة القصائد التي قيلت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتبها بخطه الجميل بخط النسخ وطبعها في كتاب فاخر بورق صقيل عالي القيمة، وضم الكتاب هذا خمساً وأربعين قصيدة في نحو 470 صفحة، وقبل كل قصيدة قدم نبذة عن الشاعر الذي قالها، عدا بعضهم يبدو أنه لم يجد ترجمة كافية لهم. وفي هذا المجموع قصائد لأكبر الشعراء وأشهرهم من عصر الرسالة حتى أيامنا هذه، وقد نشر قصيدتين لسيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وقصائد البوصيري الثلاث وهي القصيدة المحمدية والهمزية والبردة، كما ضم الكتاب قصائد ثلاثا لأمير الشعراء أحمد شوقي في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونظراً لأن القليل من الرأي السعودي يعرف الشاعر عباس الجنابي، فقد اخترت مطلع قصيدته في الكتاب لهذا الشاعر العراقي وهي بعنوان (رسول الهدى) قال الدكتور الجنابي: تأبى الحروف وتستعصي معانيها حتى ذكرتك فانهالت قوافيها وقال جامع هذا الكتاب .. «قصائد مختارة في حب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين»: وبما أنني قد خدمت أعظم كتاب أنزله الله تعالى دستوراً للأمة الإسلامية وهو القرآن العظيم رأيت أن أقوم بشيء من واجبي أيضاً تجاه أعظم إنسان في الوجود، وأكمل خَلقِ الله هو سيد البشريةِ وإمام المتقين وأشرف الأنبياء والمرسلين، هو سيدنا وحبيبنا نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. وهذا النبي العظيم قد أحبَّه المسلمون، وعبّروا عن حبهم له بشتى الوسائل وذلك باتباع سنته من قول أو عمل أو تقرير، واتخاذه قدوةٌ حسنة في حياتهم. وقد أبدع الشعراء بدورهم وعبّروا عن حبهم له صلى الله عليه وسلم من خلال قصائد اختاروا لها السبك الجيد، والكلام العذب، وحسن البلاغة، وصدق العاطفة، وسميت هذه القصائد (بالمدائح النبوية) فإنها وإن أتت بصور مختلفة وأساليب متباينة وذلك حسب قدرة الشاعر وتصوره إلا أنها كلها أجمعت على حبه صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتقديره. وقد وددت لو أنه وضع هوامش لشرح الكلمات الصعبة للقراء في عصرنا. السطر الأخير: وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ثُمال اليتامى عِصمةٌ للأرامل