طالب خبيران لبنانيان المجتمع الدولي بالتحرك سريعا لوضع حد للانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن، ومنع تفكيك البلاد عبر التمسك بالشرعية والوحدة. وحذر المحللان في تعليقاتهما ل«عكاظ»، من أنه ما لم يسارع المجتمع الدولي والدول العربية إلى التدخل الحاسم والفعال، فإن السيناريو الكارثي يلوح في الأفق بكل قوة. ورأى المحلل الاستراتيجي الدكتور أحمد العز، أن الحوثي يسعى بكل قوة إلى تفكيك الكيان اليمني، ومن ثم يحكم ظرفيا وبالتسويات كما هو الحال في لبنان أي خارج الدولة، مضيفا أنهم يحاولون إعادة تكوين السلطة على حساب بناء الدولة الواحدة الاتحادية كما كان مقررا في المبادرة الخليجية. وأشار إلى أن المجتمع الدولي يتعامل مع أزمات المنطقة على المدى الطويل وأصبح هناك كثير من القضايا المتداخلة سواء على مستوى النزاع في سوريا أو العراق أو اليمن، معتبرا أن المجتمع الدولي ليس أمامه حاليا إلا أن يبحث في عملية السلام الكبرى في المنطقة والتي تبدأ بموضوع فلسطين وتنتهي بالموضوع السوري واليمني والليبي وهذا ما تم التحالف حوله في ما يسمى التحالف الدولي ضد الإرهاب. من جهته، اعتبر المحلل السياسي الدكتور وليد عربيد، أن مراقبة ما يحدث في اليمن يضعها تحت المجهر الإقليمي والدولي، مطالبا القوى والأحزاب اليمنية ورجال السياسة العمل على عدم تفكيك هذا البلد. وأفاد أن الحوثيين استطاعوا الانقلاب على الشرعية بالتوجه نحو إعادة هذا النظام إلى نظام رئاسي بين الأطراف السياسية لذلك فإن مستقبل اليمن يبدو غامضا وقاتما. وقال إن السؤال الاستراتيجي الذي يطرح نفسه اليوم هو: هل اليمن سيصبح دولتين أم عدة دويلات؟. ورأى أن المجتمع الدولي يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحصل، فهناك حراك في منطقة الشرق الأوسط وهناك بعض الدول تحاول أن يكون لديها نفوذ وتأثير في عدد من الدول وهو ما يحصل اليوم في اليمن من صراع الغير. وأكد عربيد أن المطلوب من العالم العربي أن يكون واعيا لمسألة أن عملية تفتيت الدول العربية تمضي بقوة وهذا ما حصل في السودان واليوم يأتي دور اليمن على أن يأتي دور العراق، لافتا إلى أن المطلوب من الدول العربية أن تكون واعية خاصة الدولة الإقليمية الكبيرة التي ينبغي أن تلعب دورا فعالا لتجنيب اليمن السيناريو الكارثي.